08 فبراير, 2012
يحدُثُ عِنْدَنَا ! 2
الإعلاميّة الجزائريّة سهيلة بورزق
يحدُثُ عِنْدَنَا ! 2
عندما تستيقظ صباحا و تجد أحدهم بحجم الإعلاميّة الجزائريّة الكبيرة المغتربة في واشنطن سهيلة بورزق تترك لك رسالة تحمل في طيّاتها ما يلي: " سعيدة جدّا بتعرّفي على قلم جزائريّ شاب مميّز له خصوصيّته.. جدّ فخورة بك.. مودتي" أكيد أنّك ستشعر بالفخر و الأمن النّفسي الذّي تحتاجه في وطنك، و التّشجيع و التّقدير الذّي لن تناله بسهولة في مجتمع يهوى مثقّفوه أو ما يشبه النخبة المثقفة فيه جلد الذّات و الآخر على مسلخ النّقد و فق قبليّات ذوقيّة و نموذج معرفي لا يخلو من سادومازوشية قاتلة و مدمّرة.
عندما تقرأ لسهيلة بورزق ما يلي:" أعترف لكم أنّ فرحتي عارمة... هناك شباب جزائري مميّز.. خارق للعادة.. ترعبني مواهبهم إلى درجة الخوف عليهم.. أبشّر الذين اختلفوا معي حول رؤيتي الجزائرية لبعض الشّواذ الجزائريين.. أنّني لا أجامل أحدا.. وأنّني أقف وأساعد وأرحّب بالتميز الجزائري أينما كان.. "، وعندما تقرأ لكثير من الكتّاب الذّين اختاروا المنفى(أزراج، فيلالي، و آخرين...) للتعبير عن طاقاتهم و تفجير مواهبهم تشعر بأنّ هناك أقلام جزائريّة كبيرة أدركت الفرق بين أن تكون كاتبا رساليّا بنظرة عالميّة و وعي جماليّ منفتح على الآخر بكلّ أريحيّة و تقبّل و أن تكون كاتبا بسيطا منغلقا على نفسك، زاهيا بتجربتك، راضيا بمرتبتك و مكانتك، و الأكثر من ذلك أن تكون مؤمنا بالوصاية الأبويّة المرتهنة إلى ذهنيّة مرتكسة و تعاني نكوصا دائما اتّجاه الماضي و قدسيّاته.
إنّنا نحن الكتّاب الشّباب نعاني من اضطهاد كبير جدّا في الجزائر و تضييق غير مبرّر من جهة من نستطيع أن نطلق عليهم لقب الآباء، هناك ما يشبه حالة أقرب إلى فوقيّة ثقافة رفيعة و راقية كانت نتيجة تراكم خبرات مؤلمة لهؤلاء جعلتهم يقاومون الآخر مهما كانت صفته، حيث لا يسامحون و لا يقبلون وجود هذا الآخر(الشّاب المبدع) الآتي من فضاء جديد و متجدّد إلى جانبهم، و هم الذّين يعتبرون أنفسهم رعاة الثقافة و الفنّ وحرّاسها الأوفياء، و أصحاب صكوك الغفران التّي تسمح بالولوج إلى عوالم الإبداع حسبهم.
أعتقد أنّ التّخلّف الذّي تعيشه الجزائر في شتّى مناحي الحياة لا سيما الثّقافة و الفن هو الذّي جعل الآباء يتموضعون في خطّ المواجهة ضدّ الأبناء الذّين يسعون إلى خرق الشّرنقة و الخروج إلى الحياة بأحلام كبيرة و أدب رفيع و يوتوبيا مستقبل مُشرق؛ إنّ اغتيال أقلام واعدة يعني اغتيال الحاضر و المستقبل معا، و الارتماء في أحضان الماضي و إعلان الغياب في عالم يتشكّل باستمرار حيث لا أقنعة و لا وسائط أو وصايات.
قلم: أحمد بلقمري
0 التعليقات:
إرسال تعليق