وقل رب زدني علما

وقل رب زدني علما
الخميس، 18 أكتوبر 2012

أرض العروبة والهدى


أرض العروبة والهدى
شعر : د - سمير العمري 

بِنَـجْـمِـكِ مِـــنْ بَـيــن الـكَـوَاكِـبِ يُـهْـتَــدَىوَنَـهْـجِـكِ مِـــنْ بَـيــن الـمَـذَاهِـبِ يُـقْـتَــدَى
وَدَرْبُــكِ فِــي الأَيَّــامِ فِــي رِحْـلَــةِ الـعُــلاأَقَــــامَ جَــــدَا الأَمْــجَــادِ فِـيـهَــا وَأَقْــعَـــدَا
تَبَـارَكْـتِ أَرْضًــا ضَـمَّــتِ الـبَـيْـتَ قِـبْـلَـةًوَضَــمَّــتْ حَـنَـايَـاهَــا الـنَّــبِــيَّ مُـحَــمَّــدَا
أَقَــامَ لَــكِ الـتَّـارِيـخُ فِـــي الـدَّهْــرِ رِفْـعَــةًتَــزِيــدُ مَــــعِ الأَيَّــــامِ عِــــزًّا وَسُـــــؤْدُدَا
فَمَجْـدُكِ يَـا شِـبْـةَ الجَـزِيـرَةِ فِــي الــوَرَىهِــلالٌ بِـنُــورِ اللهِ يَـسْـطَـعُ فِـــي الـمَــدَى
تَـفَــرَّدْتِ فِـــي الـبُـلْــدَانِ قَــــدْرًا وَقُــــدْرَةًكَـــأَنَّ بِـــلادَ الأَرْضِ تَـخْـشَــى الـتَّـفَــرُّدَا
وَسِـرْتِ عَلَـى الرَّمْضَـاءِ وَالـكَـوْنُ مُظْـلِـمٌوَصِــرْتِ إِلَــى العَلْـيَـاءِ وَالـنُّـورُ قَــدْ بَــدَا
عَـلَــوتِ عَــــنِ الأَقْــــوَامِ غَــيــرَ بَـعِـيــدَةٍفَسُـبْـحَـانَ مَـــنْ أَدْنَـــاكِ مِـنْـهُــمْ وَأَبْــعَــدَا
بِــــــلادًا رَعَـــاهَـــا اللهُ لِــلــدِّيــنِ قِــبْــلَــةًوَدَارًا لِــمَــنْ صَــلَّــى وَزَكَّــــى وَوَحَّــــدَا
أَمَــــا وَالــــذِي أَعْــلَــى مَـقَـامَــكِ إِنَّــنِـــيأُحِـبُّــكِ يَــــا أَرْضَ الـعُـرُوبَــةِ وَالــهُــدَى
إِذَا أَتْــهَــمَ الأَحْــبَـــابُ يَـمَّــمْــتُ مُـتْـهِـمًــاوَإِنْ أَنْــجَــدَ الأَحْــبَــابُ يَـمَّـمْــتُ مُـنْـجِــدَا
وَإِنْ زَارَنِـي طَـيـفٌ مِــن الـشَّـوقِ بَــارِقٌضَـرَبْـتُ لِقَلْـبِـي فِـــي سَـحَـابِـكِ مَـوْعِــدَا
وَأَرْضُــكِ لَــو مَـــسَّ الـحَـسُـودُ جَـلالَـهَـالَكُنْـتُ لَــكِ الـصَّـوتَ المُنَـافِـحَ وَالـصَّـدَى
وَرُبَّ يَــــرَاعٍ فِـــــي أَنَــامِـــلِ صَـــــادِقٍيَـبُـزُّ حُسَـامًـا فِـــي أَكُـــفِّ مَـــنِ اجْـتَــدَى
أَنَــا ابْـــنٌ لِـهَــذَا الـقَــومِ مِـــنْ آلِ يَـعْــرُبٍتَـعَــمَّــمَ فَــخْـــرًا بِـالـمَـكَــارِمِ وَارْتَـــــدَى
فَـأَهْـلُــكِ أَهْــلِــي إِنْ أَقَــالُـــوا وَإِنْ قَــلَـــواوَأَصْـلُــكِ أَصْـلِــي إِنْ أَعَـــادَ أَوِ اعْـتَــدَى
فُرُوعِـي تَعِيـشُ القُـدْسَ مِــنْ نَـسْـلِ فَـاتِـحٍوَجَـــذْرِي إِلَـــى قَـومِــي قُـرَيْــشٍ تَـمَــدَّدَا
وَلَــــو أَنَّــنِــي خُــيِّـــرْتُ حَــيًّـــا وَمَـيِّــتًــالَـمَـا اخْـتَـرْتُ إِلا أَرْضَ يَـثْـرِبَ مَـقْـصِـدَا
فَسِيـرِي نِيَـاقَ الـشَّـوقِ بِالـرَّكْـبِ نَحْـوَهُـمْأَسُـــوقُ لَـهُــمْ وفْـــدِي وَأُبْــــدِي الــتَّــوَدُّدَا
إِلَـــى حَـائِــلٍ أَشْـتَــمُّ مِـــنْ رِيـــحِ حَــاتِــمٍمَــكَـــارِمَ أَبْـــدَاهَـــا الـــزَّمَـــانُ وَخَـــلَّـــدَا
وَخُـذْنِـي إِلَــى الأَحْـسَـاء فَالتَّـمْـرُ نَـاضِـجٌوَمِـنْـهَـا إِلَـــى الـدَّمَّــامِ فَـالـزَّيــتُ جَــــوَّدَا
وَعَـرِّجْ عَلَـى صَـرْحِ الحَـضَـارَةِ وَالـعُـلادَلِــيــلًا عَــلَــى فَـــــنِّ الـعَــمَــارَةِ شُــيِّـــدَا
وَأَعْنِـي الرِّيَـاضَ المُسْتَقِـرَّةَ فِــي الــذُّرَىبَنَـى الجُهْـدُ فِيهَـا المَـجْـدَ صَـرْحًـا مُـمَـرَّدَا
وَطِـرْ بِـي إِلَـى نَـجْـرَان أَرْتَــادُ رَوْضَـهَـاوَسِــرْ بِــي إِلَــى جِـيـزَان أَشْــدُو مُـغَــرِّدَا
وَطُفْ بِي عَلَى الأَنْحَاء فِي حِضْنِ طَائِفٍتَـطِـيــبُ بِــهَــا الآلاءُ شَــهْــدًا وَمَـشْـهَــدَا
وَإِنِّـــــي إِلَــــــى دَارِ الـــجُـــدُودِ بِــمَــكَّــةٍأَكَـــــادُ مِـــــن الأَشْـــــوَاقِ أَنْ أَتَــشَــهَّــدَا
هُنَـالِـكَ فِــي البَـيـتِ العَتِـيـقِ وَقَــدْ رَنَـــتْجَـمِــيــعُ الـقُــلُــوبِ الـوَالِــهَــاتِ تَــعَــبُّــدَا
تَــحُـــجُّ وَمِــنْــهَــا الــقَــلْــبُ للهِ خَـــاشِـــعٌوَتَـدْعُــو وَدَمْـــعُ الـعَـيـنِ يَـدْعُــو مُـــرَدِّدَا
وَفِـــي جُـــدَّةِ الأَفْـــرَاحِ بِـالـحُـبِّ نَـلْـتَـقِـىكَـمَـا تَلْتَـقِـى فِيـهَـا الثَّقَـافَـاتُ فِــي الـمَــدَى
وَسِـرْ بِـي طَرِيـقًـا نَـحْـوَ يَـثْـرِب سَـارَهَـارَسُــولُ الـهُــدَى أَقْـفُــو خُـطَــاهُ فَـأَسْـعَـدَا
فَـقَـدْ شَاقَـنِـي مِــنْ رَوْضِ طيـبَـةَ هَـاتِــفٌتَــرُدُّ عَلَـيـهِ الـــرُّوحُ: نَـفْـسِـي لَـــهُ الـفِــدَا
أَيَـا مَوْطِنًـا لِلصِّيـدِ مِـنْ نَـسْـلِ مَــنْ عَـلَـواغَطَـارِيـفَ طَـابَـتْ فِــي القَبَـائِـلِ مَـحْـتِـدَا
تَـسَـامَـتْ فَـلَــمْ تَـــرْضَ الـدَنَـايَـا خَـلِـيـقَـةًوَعَـــزَّتْ فَـلَــمْ تَـــرْضَ الـدَّنِـيَّــةَ مَـقْـعَــدَا
رِجَـــالٌ لَــهُــمْ نَــحْــوَ الــمُــرُوءَةِ وَثْــبَــةٌوَلِـلــرَّأْيِ هُــــمْ عِــلْــمٌ وَحِــلْــمٌ وَمُـنْـتَــدَى
وَمِــنْ كُــلِّ حُــرٍّ يَحْـفَـظُ الـعَـهْـدَ شَـامِـخًـامَــتَـــى رَاوَدُوهُ الـــــذُّلَّ يَــأْبَـــاهُ سَـــيِّـــدَا
فَــإِنْ كَـــانَ عَـصْــرُ الجَاهِـلِـيَّـةِ مُـشْـرِكًـافَـمَــا عَـــدِمَ الأَخْـــلَاقَ وَالـفَـخْـرَ وَالـنَّــدَى
وَلَـمَّــا أَتَــــى الإِسْــــلامُ لِـلـحَــقِّ هَــادِيًــاتَـنَـادَوا إِلَـــى الإِيـمَــانِ وَالـبِــرِّ وَالـهُــدَى
وَسَــارُوا بِـنُـورِ اللهِ فِــي الـكَـونِ دَعْـــوَةًتُحِيـلُ تُـرَابَ النَّفْـسِ فِـي الـنَّـاسِ عَسْـجَـدَا
أَقَــامُــوا عَــلَــى الأَجْــيَــالِ دَارًا مَـنِـيـعَـةًلَــهَــا هَـيْـبَــةٌ تُـخْـشَــى وَقَــــدْرٌ تَـسَــيَّــدَا
إِذَا هَـبَّـتِ النَّـكْـبَـاءُ هَـبُّــوا إِلَـــى الـوَغَــىلُـيُـوثًــا تُــذِيــقُ الـبَـغْــيَ سَـيـفًــا مُـهَــنَّــدَا
وَإِنْ عَـمَّـتِ الـسَّـرَّاءُ لَــمْ يَتْبَـعُـوا الـهَــوَىوَلَــمْ يَهْـجُـرُوا عِلْـمًـا وَحُـكْـمًـا وَمَـسْـجِـدَا
فَـلَـمَّـا عَـلَــى الأَيَّــــامِ هَــانُــوا تَـهَـاوَنُــواوَأَصْـبَــحَ حُــــرُّ الـمَـجْــدِ عَــبْــدًا مُـقَـيَّــدَا
حِـجَــازٌ وَنَــجْــدٌ فَــــرَّقَ الــدَّهْــرُ بَـيْـنَـهَـاوَقَـــدْ جَـاءَهَــا عَــبْــدُ الـعَـزِيــزِ فَــوَحَّــدَا
هُــــوَ الـفَـتْــحُ أَحْـيَـاهَــا بِـــــلادًا وَأُمَّـــــةًتُـفَـاخِــرُ بِـالإِنْـجَــازِ أَرْضًــــا وَفَــرْقَـــدَا
عَـجِـبْــتُ لَــــهُ عَــزْمًــا أَجَـــــدَّ وَدُونَـــــهُمَهَـامِـهَ لَــمْ يَـعْـرِفُ بِـهَـا الإِنْــسُ مَعْـهَـدَا
وَأَتْـبَـعَـهُ نَــسْــلٌ عَــلَــى الـعَـهْــدِ سَــائِــرٌفَـيَـا فَيْـصَـلٌ لَــو عُـــدْتَ نَـبْـتَـدِرُ الـعِــدَى
وَهَــــا جَــــاءَ عَــبْــدُ اللهِ خَــيــرَ خَـلِـيـفَـةٍوَسُـلْـطَـانُــهُ أَمْــسَـــى قَــرِيـــرًا مُــؤَيَّـــدَا
إِمَــامَ الـهُـدَى المَـرْجُـوَّ فِــي كُــلِّ حَـــادِثٍأَبَـــــــى اللهُ إِلا أَنْ تُــــعَــــزَّ وَتُــحْـــمَـــدَا
تَـقَـلَّـدْتَ عِـــزَّ الـمُـلْــكِ فِــــي دَارِ عِــــزَّةٍوَمِـثْــلُــكَ أَحْــــــرَى فِـــيـــهِ أَنْ يَـتَـقَــلَّــدَا
وَمَــا زِلْــتَ تُـولِـي بِالمَـكَـارِمِ مَـــنْ أَتَـــىوَتَـهْـدِي إِلَـــى قَـصْــدِ السَّـبِـيـلِ فَـتُـرْشِـدَا
فَـيَــا خَــــادِمَ البَـيْـتَـيـنِ مَــــا زَالَ ثَــالِــثٌيَـئِــنُّ وَرِجْـــسُ الـقَـيْـدِ أَكْــــدَى وَأَكْــمَــدَا
يُـنَـادِي عَـلَـى الأَحْــرَارِ مِــنْ آلِ يَـعْــرُبٍوَإِنَّـــكَ أَوفَـــى مَـــنْ يُـجِـيـبُ لَـــهُ الــنِّــدَا
وَقَــــومٌ سَــقَــاهُ الـقَـهْــرُ كَــــأْسَ تَــشَــرُّدٍأَتَـرْضَـى لَــهُ فِـــي الأَرْضِ أَنْ يَـتَـشَـرَّدَا
وَقَــومٌ بِشِـعْـبِ الـغَــدْرِ طَـــالَ حِـصَــارُهُفَــهَـــلْ ثَــــــمَّ بَـــعْـــدَ اللهِ إِلاكَ مُــنْــجِــدَا
فَخُـذْهَـا رَعَــاكَ اللهُ مِـــنْ قَـــوْلِ شَـاعِــرٍوَعُـذْهَـا رَعَــاكَ اللهُ مِــنْ قَـوْلِـهَـا سُـــدَى
إِذَا لَـــمْ يَــقُــمْ لِـلـنَّـصْـرِ مِـثْـلُــكَ فَــارِسًــاتَسَاقَى كُؤُوسَ النَّصْـرِ فِـي الأُمَّـةِ الـرَّدَى
وَأَنْــتَ عَـلَــى أَنْ تَـنْـصُـرَ الـحَــقَّ قَـــادِرٌيَـعُــزُّ بِـــكَ الإِسْـــلامُ فَـامْــدُدْ لَـــهُ الـيَــدَا
أَقِـيـلُــوا عِــثَــارِي يَـــــا أَحِــبَّـــةُ إِنَّــنِـــيأَغَارُ عَلَـى الأَوْطَـانِ مِـنْ جَـوْرِ مَـنْ عَـدَا
أَرَى المَـوتَ عَـمَّ الخَلْـقَ فِـي كُــلِّ سَـاحَـةٍوَأَخْـشَــى عَـلَــى الإِحْــسَــاسِ أَنْ يَـتَـبَـلَّـدَا
وَأُشْفِـقُ أَنْ تَفْـنَـى الـمُـرُوءَةُ فِــي الــوَرَىوَتَبْـقَـى دَعَـــاوَى الـخَـيـرِ قَـــولًا مُـجَــرَّدَا
أَرَى قِـبْــلَــةَ الإِسْـــــلامِ نَــهْـــجَ تَــوَحُّـــدٍفَـهَـيَّـا بَـنِــي الإِسْــــلامِ نَـحْـيَــا الـتَّـوَحُــدَّا
وَكُـونُــوا كَـمَــنْ يَـحْـيَـا الـوُجُــودَ مُـخَـلِّـدًاوَلَـيــسَ كَـمَــنْ يَـحْـيَـا الــوُجُــودَ مُـخَـلَّــدَا
وَعُـــودُوا لِـحَـبْـلِ اللهِ وَاعْـتَـصِـمُـوا بِــــهِنَــعِــزُّ بِــــإذْنِ الــقَــادِرِ الــيَــوْمَ أَو غَــــدَا






التوقيع : د - سمير العمري 








0 التعليقات:

إرسال تعليق