وقل رب زدني علما

وقل رب زدني علما
الاثنين، 8 أكتوبر 2012

بين الخوف و الرجاء ه

بين الخوف و الرجاء
بقلم : الكاتبة / أ / وفاء احمد التلاوي


الخوف والرجاء من الله عز وجل صفتان من الصفات التي يتمتع بهما المؤمن الكامل , وقال الإمام الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين ( الرجاء والخوف جناحان بهما يطير المقربون إلي مقام محمود ومطيتان بهما يقطع من طريق الآخرة كل عقبة كنود والخوف هو فزع القلب من كل مكروه يناله أو محبوب يفوته ), ويعبر عن الخوف بالفزع والروع والرهبة و الخيفة والخشية والرعب , والخوف من الله محمود وقد وعد الله من خاف مقام ربه جنتان فقال تعالي : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) 46 الرحمن , والخوف ممن سواه وما سواه لا يليق بكمال المؤمن إلا ما شاء الله , ذلك أن الخوف من الله ينزع الخوف ممن سواه وما سواه وكيف يخاف المؤمن وهو في معيية الرحمن يحفظه ويؤيده بنصر من عنده ويجعل له من يدافع عنه وينصره قال تعالي : ( إن الله يدافع عن الذين امنوا ) 38 الحج , فالمؤمن الحق لا يخشى إلا الله , ولا يتوكل إلا عليه وهو موقن دائما بأن الله معه ومؤيده كما ذكر في القرآن الكريم عندما كان الرسول عليه الصلاة والسلام هو وصديقة في الغار قال تعالى ( إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه و أيده بجنود لم تروها ) 40 التوبة .

فالمؤمن لا يخشى إلا الله وهو يؤمن أن ما أخطأه لم يكن ليصيبه وما أصابه لم يكن ليصيبه وما أصابه لم يكن ليخطئه قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك واعلم أن الأمة لو اجتمعت علي أن ينفعوك بشئ فلن ينفعوك إلا بشئ كتبه الله لك , وإن اجتمعوا علي أن يضروك بشيء فلن يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك , رفعت الأقلام وجفت الصحف ) , هذا ونجد أن الآيات التي تبث الخوف من الله عز وجل في قلب المؤمن كقوله تعالي ( وإياي فارهبون ) و( إن بطش ربك لشديد ) وقوله تعالي : ( إن أخذه أليم شديد ) نجد بجانبها الكثير من الآيات التي تبث الأمن والطمأنينة في قلب المؤمن من ذلك قوله تعالي : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ) 53 الزمر و قوله تعالي : ( ورحمتي وسعت كل شئ ) 156 الاعراف.

ونجد أيضا أن أخوف الناس من الله أعرفهم بالله قال تعالي : ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) ثم المؤمنون بوجود الله وكمال قدرته قال تعالي : ( و خافون إن كنتم مؤمنين ) فلا ينفك المؤمن من خوف من الله عز وجل وإن كان قليلا , فمن خاف الله دله خوفه علي فعل الخيرات حتى يتوب الله عليه ويغفر له ذنوبه وهذا هو رجاءه من الله أن يتوب الله عليه ,والمؤمن ينبغي أن يجمع بين الخوف والرجاء من الله فإذا ارتكب معصية أو سيئة هذه السيئة تثمر ثمرتين الخوف من عقاب الله ورجاء الله في العفو عنها وقبول توبته , فتصبح السيئة أشبه بثعلب وهو حيوان خبيث وشرير ولكنه ضعيف بين أسدين هما الخوف والرجاء فيفترسانه ويقضيان عليه ,, ,وشعور المؤمن الذي وقع في المعصية فهي سوف تورثه ذلا وانكسارا فهو يدرك خطر المعصية وجبروت الله عز وجل فيسارع إلي التوبة وصالح الأعمال وهذا سيدنا أبو بكر يقول ( لو كانت إحدى قدمي في الجنة و الأخرى خارجها ما أمنت مكر ربي , فالخوف يلازمه حتي يدخل الجنة بقدميه الاثنين لا بواحدة فقط , فلا ندخل الجنة إلا برحمة من الله ولطفه وكرمه وليس بعملنا فقط ولا ينالها إلا من يستحقها وعمل لها خالصا لوجه الله تعالي .

, وما أحوجنا هذه الأيام لأن نعمل لأخرتنا ونبتعد عن حب الدنيا ومتاعها وشهواتها فمهما طالت فهي قصيرة , ولا يستحق النعيم المقيم في جنة الرحمن إلا من عمل لها وأخلص لله في كل عمله , قال رسولنا الكريم ( من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل , ألا إن سلعة الله غالية , ألا إن سلعة الله الجنة) رواه ا الترمذي ,و الإدلاج هو السير من أول الليل ليصل إلي المنزل الآمن قبل أن يلحق العدو به, والمراد من هذا الحديث هو المسارعة إلي الطاعة قبل فوات العمر فالعمر وإن طال قصيرا ولا يبقي إلا وجه ربك ذو الجلال والإكرام , وكلنا رجاء و أمل أن يرضي الله عنا ويتوب علينا ويغفر لنا ويرجمنا وهذا هو كل رجاؤنا و أملنا في هذه الحياة , ,اللهم تقبل منا صالح الأعمال وقربنا منك وارض عنا جميعا يا أرحم الراحمين , ,,,




0 التعليقات:

إرسال تعليق