فاطمة..تبحثُ عن وطنٍ..!!
بقلم : محمد الصغير داسه
1- ماتزال تَنتظرُعلى أرْصفةِ الفجيعة، تنامُ مع الجُوعِ والخوف في كبريَّاء، سَجَنٌ ممْهورٌ بالغُربةِ وحَزَنٌ صاهدٌ من فقدِ العيّال، نازحُون يُشاركونَها لوعة الفراق والوقوف في الطوابير توددًا وإستياء، ألكل هنا القاتل وأبن المقتول مشغولان بالبحثِ عن وطن ضاع،على شفتيْها يتدَلى السُّؤال: إلى متى والدَّسائسُ تحْرقُ أكبادَنا والفتن تخيم في بيوتنا تنهشُ كبريَاءَنا وتعبث بإرثنا، إيه..الأيّام تبكي حُزننا وشُتاتنَا وقلبُ الزَّمن لايعفُو، تتساءل الأحداقُ مُرتعشة عن جُرح نازفٍ تعفَّنَ تسكنُه المساءات، وسِهام إمتدَّت تمزِّق الأوطان، أستفاقت من ذُهولها على رَنين هاتفِها.. إنّه ولدُها يسأل عن مكان وجُودها، هي في الجزائرمُهجَّرة، تقيم في مدينة {الجلفة} ترعى شؤُون الفارين من الوطن، هو قادم من الأردن الحبيبة إلى الجزائرالحاضنة يحمل لها بشرى، لم يفصح وانقطعت المكالمة، إنتفضت مذعُورةٌ وتوارت..! لتركُنُ رأسها إلى الحائط ، تتوسّد أحزانها، تتلفعُ أسمال غُربتها الخرساء، تبلِل شفتيْها بدُموع اندلقت على وجنتيْها النحِيفتَين، تزيل سيْل الدُّمع الهطول بأطراف خِمارها الأسود وأصابِعها ترتعش، إيه..ياشام صار أبناؤكِ نفايات تعبثُ بهم الزَّوابع، تُحركهم ريّاح الشرق المُعَوْلمَة.
2-ذات رحيل زرعَ شيُوخ النفط أشواكَ طغيانهم في القلوب كيما زرع النظام إستبداده، جاؤوا باستعمار جديد ينوبُونه في المناكر، حربُ الطغاة على الطغاة ولادةٌ مأساة من رحم مُتعفِّن لاستبدادٍ آثم يُشبهُ الخيانة، إفساد من أجل توطين الفساد العنكبوتيِّ الرَّهيب، ومتى كانت المذهبيّة دِينًا والطائفيَّة وطناً؟ بنو صهيُون يتبجَّحون.. يُديرون الحُروب بخبثٍ، يُذِلون العرب يُرهِقونَهم، يُسيؤون إلى نبيهم ويسخرون، مَفاتيحُ البيُوتِ بأيدِيهم، يبدِّدُون أحلامَ المغلوبين على أمرهم، السَّاسةُ يَلهثون خلف السَّراب، يَنفلتُ من بين أصابعهم الوَهم، أنظمة ُالعار تُعلن الحَربَ على شُعوبها وحَربُ النُّجوم تجتاحُ الديار..تكشفُ الَعورات، تخْفي جرائمَ تُرْتكب في فلسطين، مَالِي أرى شيُوخَ النّفط لا يتحرّكُون لنصرة غزة المُحاصرة،أوليس هُناك شعبٌ يئنُّ؟ زَرعُوا الموت على جسور العروبة وقالوا ربيعًا، تبا لهم..ثورات التدْميرُتئِدُ أبناءَهَا، يُلبسُون المذهبيّة حُلة من التقديس، يسرِقون سنوات من أعمارنا وهم يفترون، تركوا الشعُوب مُتحسرة، النسوة تائهات تستجدين طعامًا.. ياللعارهُنّ في الطرقات حرائر يبحثُن عن مأوى! والشرف مباح، أعْجب لهذه القلوب الآثمة التي لايذوبُ لهاجَليد، أيُّها الراحلون على نبض الفؤاد تمَهلوا، ففي صلاة الرَّحيل جَمعًا وتقصيرًا..لي عندكم وصيّة، إن لم تجدُوا ماء فتيمّمُوا، أحذرُوا من خطاب الدّجل.! فالمنابر مأجورة..السُؤَال يتردَّدُ في صباحات ضائعةٍ ومساءات حَزينةٍ،عن طائفةِ هؤلاءِ ودِينِ أولئك، أبناء الشّام لم يجدُوا بين السطورإلا الهَباء، بكت لبكاء الدُّموع وهي تحزمُ أمتعَتها وتوزِّع أبناءَهاعلى الحُدود، تستأنفُ رِحلتها في المجهول..فاطمة المُهجّرةُ تبْحَثُ عن وطنٍ خارج الحُدُود، هسْهسَات الرَّحيل كدَمْدَماتِ الرّعدِ إعصارٌ لايبقى ولا يذر، وقفت على قارعةِ الطريق ذليلة مهزومة، وقد وجدت من يحتضنُ همُومها في الجزائر وصار لها معنى، رمت بأحزانها جانبًا، والسُّؤال مُقرف: عجبٌ.. سوريا أمُّ الفُقراء على المعابرتتسَّوّل نِسوتها؟ إنّها لاحْدى الكبر..صدأت القلوبُ وارتدَّت السِّهام إلى النُّحُور، صار الموْتُ يُلازم أبناء سوريا ويرافقهُم كسِرْب غيوم ولا غيث ولا وطن..ياحزناه.. سقفُ البيوت يحترق .. يتبخرياويلتاه.!
3- وللمرءِ كرامةٌ وصوتٌ وفِجاجٌ يؤدِّي إلى فسحة أمل، فاطمة تتولى رعايَة المُهجَّرين في مراكز الايواء، تنتظر المُفاجأة بشوق، طائرة قادمة من الأردن تنزل، في جوفها جرْحى من أطفال حَلب ودِير الزور، يا إلهى حدَسُها يَشي بشيئٍ يُخفيه القدر، وبينما هي في حالة إضطراب وترقبٍ كليلة ضعيفة وإذا بسيّارة تتوقف، ينزل منها رجال أمن يسألون عن فاطمة، يصدمُها السُّؤال، تضرب على صدرها وعلى رأسها، يمتقعُ لونُها، يستل لهاثها من بين أنفاس تبتلعها وهي تحاول تجاهل الوجُوه،{ياغريبًا كن أديبًا } وللغريب عُكاز الدَّمع يتوكأُعليه ليصل أقربَ المسافات، حيّاها الضابط بلطفٍ، أنت فاطمة؟ أجل ..أنا فاطمة الكرداوَّية..! أنت مسؤُولة على مأوى للأطفال {بسيدي إفرج} وسترحلين اللحظة لاستلام مهامك، وقفت تسترجعُ أشلاءَ ذاكرتها المسلوبة والدّمعُ يستفزُّها، ما إن استلمت قوائم الأطفال وأسماءَ الذين يتولون مساعدتها، حتى أخذت تتنقل كفراشة تنشد ظالتها، وبحركةٍ عفويَّة تصفَّحت الوجُوه هم جميعا من حلب ومن دير الزور، تتفقد الأطفال، تعود لتجد في بهوِ الادارة ولدها يحتضنها مُقبلا وبهمسٍ خجول.. الرّضيعة حنان و الطفل زكريّاء هما تحت رعايتك، ماذا تقول؟ لاأصدّق..!إبنتي..ولدي ..هما معي..هنا..هذا ضربٌ من الخيال، أصيبت بالدَّهشة وبحالة إقماء، أخذت تصرخُ ، ياللمفاجأة أبناؤها أحياء..!
4- وقفت عليهما نائمين في غرفة الانعاش ووجهيهما مُشوهين، احتضنتهما مُقبلة والطبيب يترجاهاعدم الاسراف، كانت لاتبارح المأوى ولاينام لها جفنٌ، والقلب بالشام مُعلق، ياليت الريح يسمعهاإنها تحترق وبرماد خرائب الديّار تكتب: سورية الحيفاء هيجت الجراح وغيبت الأفراح، أقامت مأتمًا للنواح،أيقظت التاريخ والجراح، أنت ياشامُ أنْعَم حَضن وأجمَل وردةٍ تسكن سويداء القلوب، ينام حُبكِ على أهدَاب العَيون، وردة نستنشق عَبيرها أبدَ الدَّهر ومن أجلها يُصلي الجميع..إنها تبحث في النجوم عن طريق إلى الشام أرض الآباء والأجداد..فهل يستجيب القدر؟ فاضت عيناها بالدمع وهي كظيم، فخرجت مهرولة والشوق يعصف في قلبها، والليل قد عسعس.. مشت تبحث عن وطن ضاع بين النجوم.. لكنها لم تعد.. !! .

أيُّها
الراحلون على نبض الفؤاد تمَهلوا، ففي صلاة الرَّحيل جَمعًا وتقصيرًا..لي
عندكم وصيّة، إن لم تجدُوا ماء فتيمّمُوا، أحذرُوا من خطاب الدّجل.!
فالمنابر مأجورة..السُؤَال يتردَّدُ في صباحات ضائعةٍ ومساءات حَزينةٍ،عن
طائفةِ هؤلاءِ ودِينِ أولئك، أبناء الشّام لم يجدُوا بين السطورإلا
الهَباء،
1- ماتزال تَنتظرُعلى أرْصفةِ الفجيعة، تنامُ مع الجُوعِ والخوف في كبريَّاء، سَجَنٌ ممْهورٌ بالغُربةِ وحَزَنٌ صاهدٌ من فقدِ العيّال، نازحُون يُشاركونَها لوعة الفراق والوقوف في الطوابير توددًا وإستياء، ألكل هنا القاتل وأبن المقتول مشغولان بالبحثِ عن وطن ضاع،على شفتيْها يتدَلى السُّؤال: إلى متى والدَّسائسُ تحْرقُ أكبادَنا والفتن تخيم في بيوتنا تنهشُ كبريَاءَنا وتعبث بإرثنا، إيه..الأيّام تبكي حُزننا وشُتاتنَا وقلبُ الزَّمن لايعفُو، تتساءل الأحداقُ مُرتعشة عن جُرح نازفٍ تعفَّنَ تسكنُه المساءات، وسِهام إمتدَّت تمزِّق الأوطان، أستفاقت من ذُهولها على رَنين هاتفِها.. إنّه ولدُها يسأل عن مكان وجُودها، هي في الجزائرمُهجَّرة، تقيم في مدينة {الجلفة} ترعى شؤُون الفارين من الوطن، هو قادم من الأردن الحبيبة إلى الجزائرالحاضنة يحمل لها بشرى، لم يفصح وانقطعت المكالمة، إنتفضت مذعُورةٌ وتوارت..! لتركُنُ رأسها إلى الحائط ، تتوسّد أحزانها، تتلفعُ أسمال غُربتها الخرساء، تبلِل شفتيْها بدُموع اندلقت على وجنتيْها النحِيفتَين، تزيل سيْل الدُّمع الهطول بأطراف خِمارها الأسود وأصابِعها ترتعش، إيه..ياشام صار أبناؤكِ نفايات تعبثُ بهم الزَّوابع، تُحركهم ريّاح الشرق المُعَوْلمَة.
2-ذات رحيل زرعَ شيُوخ النفط أشواكَ طغيانهم في القلوب كيما زرع النظام إستبداده، جاؤوا باستعمار جديد ينوبُونه في المناكر، حربُ الطغاة على الطغاة ولادةٌ مأساة من رحم مُتعفِّن لاستبدادٍ آثم يُشبهُ الخيانة، إفساد من أجل توطين الفساد العنكبوتيِّ الرَّهيب، ومتى كانت المذهبيّة دِينًا والطائفيَّة وطناً؟ بنو صهيُون يتبجَّحون.. يُديرون الحُروب بخبثٍ، يُذِلون العرب يُرهِقونَهم، يُسيؤون إلى نبيهم ويسخرون، مَفاتيحُ البيُوتِ بأيدِيهم، يبدِّدُون أحلامَ المغلوبين على أمرهم، السَّاسةُ يَلهثون خلف السَّراب، يَنفلتُ من بين أصابعهم الوَهم، أنظمة ُالعار تُعلن الحَربَ على شُعوبها وحَربُ النُّجوم تجتاحُ الديار..تكشفُ الَعورات، تخْفي جرائمَ تُرْتكب في فلسطين، مَالِي أرى شيُوخَ النّفط لا يتحرّكُون لنصرة غزة المُحاصرة،أوليس هُناك شعبٌ يئنُّ؟ زَرعُوا الموت على جسور العروبة وقالوا ربيعًا، تبا لهم..ثورات التدْميرُتئِدُ أبناءَهَا، يُلبسُون المذهبيّة حُلة من التقديس، يسرِقون سنوات من أعمارنا وهم يفترون، تركوا الشعُوب مُتحسرة، النسوة تائهات تستجدين طعامًا.. ياللعارهُنّ في الطرقات حرائر يبحثُن عن مأوى! والشرف مباح، أعْجب لهذه القلوب الآثمة التي لايذوبُ لهاجَليد، أيُّها الراحلون على نبض الفؤاد تمَهلوا، ففي صلاة الرَّحيل جَمعًا وتقصيرًا..لي عندكم وصيّة، إن لم تجدُوا ماء فتيمّمُوا، أحذرُوا من خطاب الدّجل.! فالمنابر مأجورة..السُؤَال يتردَّدُ في صباحات ضائعةٍ ومساءات حَزينةٍ،عن طائفةِ هؤلاءِ ودِينِ أولئك، أبناء الشّام لم يجدُوا بين السطورإلا الهَباء، بكت لبكاء الدُّموع وهي تحزمُ أمتعَتها وتوزِّع أبناءَهاعلى الحُدود، تستأنفُ رِحلتها في المجهول..فاطمة المُهجّرةُ تبْحَثُ عن وطنٍ خارج الحُدُود، هسْهسَات الرَّحيل كدَمْدَماتِ الرّعدِ إعصارٌ لايبقى ولا يذر، وقفت على قارعةِ الطريق ذليلة مهزومة، وقد وجدت من يحتضنُ همُومها في الجزائر وصار لها معنى، رمت بأحزانها جانبًا، والسُّؤال مُقرف: عجبٌ.. سوريا أمُّ الفُقراء على المعابرتتسَّوّل نِسوتها؟ إنّها لاحْدى الكبر..صدأت القلوبُ وارتدَّت السِّهام إلى النُّحُور، صار الموْتُ يُلازم أبناء سوريا ويرافقهُم كسِرْب غيوم ولا غيث ولا وطن..ياحزناه.. سقفُ البيوت يحترق .. يتبخرياويلتاه.!
3- وللمرءِ كرامةٌ وصوتٌ وفِجاجٌ يؤدِّي إلى فسحة أمل، فاطمة تتولى رعايَة المُهجَّرين في مراكز الايواء، تنتظر المُفاجأة بشوق، طائرة قادمة من الأردن تنزل، في جوفها جرْحى من أطفال حَلب ودِير الزور، يا إلهى حدَسُها يَشي بشيئٍ يُخفيه القدر، وبينما هي في حالة إضطراب وترقبٍ كليلة ضعيفة وإذا بسيّارة تتوقف، ينزل منها رجال أمن يسألون عن فاطمة، يصدمُها السُّؤال، تضرب على صدرها وعلى رأسها، يمتقعُ لونُها، يستل لهاثها من بين أنفاس تبتلعها وهي تحاول تجاهل الوجُوه،{ياغريبًا كن أديبًا } وللغريب عُكاز الدَّمع يتوكأُعليه ليصل أقربَ المسافات، حيّاها الضابط بلطفٍ، أنت فاطمة؟ أجل ..أنا فاطمة الكرداوَّية..! أنت مسؤُولة على مأوى للأطفال {بسيدي إفرج} وسترحلين اللحظة لاستلام مهامك، وقفت تسترجعُ أشلاءَ ذاكرتها المسلوبة والدّمعُ يستفزُّها، ما إن استلمت قوائم الأطفال وأسماءَ الذين يتولون مساعدتها، حتى أخذت تتنقل كفراشة تنشد ظالتها، وبحركةٍ عفويَّة تصفَّحت الوجُوه هم جميعا من حلب ومن دير الزور، تتفقد الأطفال، تعود لتجد في بهوِ الادارة ولدها يحتضنها مُقبلا وبهمسٍ خجول.. الرّضيعة حنان و الطفل زكريّاء هما تحت رعايتك، ماذا تقول؟ لاأصدّق..!إبنتي..ولدي ..هما معي..هنا..هذا ضربٌ من الخيال، أصيبت بالدَّهشة وبحالة إقماء، أخذت تصرخُ ، ياللمفاجأة أبناؤها أحياء..!
4- وقفت عليهما نائمين في غرفة الانعاش ووجهيهما مُشوهين، احتضنتهما مُقبلة والطبيب يترجاهاعدم الاسراف، كانت لاتبارح المأوى ولاينام لها جفنٌ، والقلب بالشام مُعلق، ياليت الريح يسمعهاإنها تحترق وبرماد خرائب الديّار تكتب: سورية الحيفاء هيجت الجراح وغيبت الأفراح، أقامت مأتمًا للنواح،أيقظت التاريخ والجراح، أنت ياشامُ أنْعَم حَضن وأجمَل وردةٍ تسكن سويداء القلوب، ينام حُبكِ على أهدَاب العَيون، وردة نستنشق عَبيرها أبدَ الدَّهر ومن أجلها يُصلي الجميع..إنها تبحث في النجوم عن طريق إلى الشام أرض الآباء والأجداد..فهل يستجيب القدر؟ فاضت عيناها بالدمع وهي كظيم، فخرجت مهرولة والشوق يعصف في قلبها، والليل قد عسعس.. مشت تبحث عن وطن ضاع بين النجوم.. لكنها لم تعد.. !! .
0 التعليقات:
إرسال تعليق