وقل رب زدني علما

وقل رب زدني علما
الثلاثاء، 24 يناير 2012

مخاض

مخاض

دق باب المنزل الخارجي فانتفض رب البيت لينظر من الطارق بعد أن تطلع من منظار مثبت بالباب، لكن زوجته أسرعت وغلّقت الأبواب بعد أن عرفت صوت الطارقين الوافدين عليهما ،لأنها لا تريد أن يشاركاها ما طرزت به المائدة في هذا اليوم الذي تقاضى فيه الزوج مرتبه الشهري ،وجم الزوج ولم يحرك ساكنا إلى أن غادر والداه بعد أن التمسا عذرا لابنيهما وزوجته ،لعلهما خارج البيت لقضاء بعض مآربهما ،ومنيا نفسيهما بأن يعودا في يوم آخر ،هكذا حدثا نفسيهما وانصرفا ....
ومرّت الأيام متداولة ليكون الطارقان هذه المرة والدي الزوجة، فاستبقت الباب –على غير عادتها-وقدت قميص زوجها من دبر، وسلمته وريقة مقتنيات ما لذ وطاب من الطعام ،فقد أبلغت هاتفيا بالزيارة التي تحمل إليها بشرى أحد العرافين بأنها ستلد ذكرا عما قريب ،يرث أباه ويحمل لقب العائلة ...أسرع صاحبنا إلى السوق واقتنى ما كلف به ،عاد والعرق يتصبب من جبينه ،ولج البيت على استحياء وألقى بمقتنياته في المطبخ ، ولسان حاله يردد:رب هب لي من لدنك" مريم "تنتصر لضعفي وترد صاعي .
اشرأبت الأعناق وحوقلت العيون مثبتة فيه كما تثبت كاميرات الصحفيين على لاعب رياضي شهير،فردّ:" لا تثريب عليكم اليوم"وما هذا "إلا حاجة في نفس يعقوب" ،وبعد مخاض عسير بينه وبين أصهاره صاح قائلا :لا أريد"فابيل" ،لا أريد "آزر" لا أريد "لا أريد "هامان" لا أريد "نمرود" ...حتى لا يفعل بوالديه ما فعلت بوالديّ من قبل يوم أن غلّقت الأبواب في وجهيهما ،بل أريد" مريم " عذراء قانتة لربها ،مطيعة لوالديها ،كي تفعل برّ أمها لكما ...
ساعد بولعواد *بليمور يوم:23/01/2012 *الساعة:22سا و22د

0 التعليقات:

إرسال تعليق