وقل رب زدني علما

وقل رب زدني علما
الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

اصلاح التعليم ليس غدا الجزء الثاني بقلم : الأستاذ بوسماحة مويسي



الأستاذ : بوسماحة مويسي
هل يستطيع وزبر التربية الجديد أن يصلح شيئا من الآرث الكارثي الذي تركه من سبقه’’
و هل أمامه الوقت الكافي ليقوم بذلك ’’
و هل سيجد الطريق معبدا آآ و هل و هل ’’
من أين يبدأ الاصلاح ’’
إصلاح التعليم في الجزائر ليس غدا " 2 "
تحدثت في الحلقة الأولى عن مراحل الإصلاح التي مرت بها المنظومة التربوية منذ الاستقلال إلى يومنا هذا ، بايجابياتها و سلبياتهم وفق الشرط التاريخي لكل مرحلة من المراحل . و توقفت عند الإصلاح الأخير الذي عبث بفكر أبنائنا و بصحتهم و بمستواهم العلمي و الثقافي لأنه أوكل لأناس لم يأخذوا بعين الاعتبار المرجعية الثقافية و الفكرية و الاجتماعية للمجتمع الجزائري ، وراحوا يتقلون تحارب مشوهة لأمم لها خصوصيتها .
و اليوم و بعد أن أنعم الله على هذه المنظومة أن يغادرها وزيرا و أتمنى مخلصا أن يغادرها أتباعه من المسئولين في أعلى هرم الوزارة لأنهم هم المسئولون عما آلت إليه هذه المنظومة .
فهؤلاء جميعا إلا من رحم ربك لم يبلغوا هذه المراتب و المناصب لكفاءتهم و لا لخبرتهم بل تزلفا و جهوية و تكتلا . و هؤلاء أخطر على المنظومة التربوية من الوزير. وهم من كانوا وراء هروب الكفاءات التي لها من الخبرة و القدرات و التجربة ما يؤهلها لأن تحعل من المدرسة الجزائرية في مقدمة المدارس العالمية.
و هكذا ساهمت هذه المافية في تعيين مسئولين على رأس مديريات التربية من بين أفشل و أضعف رجالات التربية و التعليم بل حتى من قطاعات أخرى و ذلك من باب " دزني وندزك يا ابراهيم " او بواسطة " الشكارة " أو من باب شراء الذمم مثل ما حدث لأشباه النقابيين .
لله درك يا وزير التربية و التعليم يا الأستاذ الفاضل بابا أحمد من أين تبدأ الإصلاح و هل تكفيك المدة التي سوف تقضيها للوصول إلى المبتغى .أم ستقضيها في التخبط قي المشاكل الموروثة من العهد البائد ’’ أم سيقف لك من اصطادوا في الماء العكر ليقوضوا جهدك ’’
أدري أن مسئوليتك عظيمة و أعظم منها القدرة على القضاء على سلوكات و تصرفات و عادات و تقاليد و مفاهيم ، و سوف لن تجد الطريق مفروشا بالورود...
سنقاوم ( بفتح الواو ) و سيقف في طريقك كل من شعر بخطورة فقدان المغانم و السلطة و الجاه و هو الذي لم يخطر بباله قط بأنه سيأتي يوما يزحزح (بضم الزاي الثانية ) فيه من منصبه ، و ستتعالى أصوات كثيرة بل تعيق غربان ألفناها لا تبغي تزحزح مصالحها.و لا تريد أبدا أن تخرج المسئولية من بين أيديها .
لقد عمد الذين من قبلك إلا أن يورثوك أو كل من عين في هذا المنصب إرثا مملوء بالمطبات و القنابل الموقوتة من خلال تعميم الفساد على كل المستويات من ثمة تستحيل الحلول ، و يصعب الإصلاح.
لعل من هذه القنابل الموقوتة على سبيل المثال لا الحصر الاكتظاظ في المرحلة الثانوية و بخاصة في لسنة الأولى ، و لم يكن ذلك إلا بفعل إصلاح كاذب في المرحلة الابتدائية ، قلصت (بضم القاف ة كسر اللام) المرحلة الابتدائية إلا خمس سنوات بدل ست سنوات ، و هكذا أصبح تلميذتنا ينتقلون إلى المتوسطة و هم لا يعرفون كتابة أسمائهم و لم يشبعوا اللعب في باحات الابتدائيات و قد نجحوا في امتحان شهادة لا يسقط فيه إلا القليل النادر.و بنسبة مائوية خيالية.
و لعلي أغتنم الفرصة لأتحدث عن إمبراطورية ديوان الامتحان و المسابقات الذي على رأسه من لا يشق له غبار و يبدو أنه جهاز لا يتحكم فيه أحد ، و بفضل عبقرية مسيريه أصبح عدد الحراس و عدد المراقبين و عدد مراقبي المراقبين يفوق عدد المترشحين . و لم تعد الثقة في مؤطر قط و كأننا في نظام مخابراتي كنظام " الكجيبي " السوفياتي البائد و بالرغم من ذلك كله يحدث ما لا يخطر على البال في حجرات الامتحان . و بقدرة قادر أيضا يتفوق أبناء المسئولين و تزف لهم التباشير قبل أبناء " شعيب لخديم " .و تبذر أموال طائلة لتنقل المراقبين و مراقبيهم ، و أولى بهذه الأموال أن تصرف على تلاميذنا و على توفير لهم كل الإمكانات الضرورية .
لله درك يا وزير التربية و للحديث بقية

0 التعليقات:

إرسال تعليق