تقويم المنظومة التربوية مرهون بإصلاح عيوب التسيير والتعليم
أكد “الحاج دلالو” رئيس الفدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ، حتمية التصدي لكل الأخطاء والعيوب التي أنتجتها الوصاية عبر نمطها التسييري وسلسلة برامجها البيداغوجية، معتبرا أنّ سياسات الدولة رمت إلى عصرنة القطاع حسب إملاءات وايديولوجية الغرب.
وفي حوار خص به الوسط، اعتبر دلالو أنّ رحلة ممثلي التلاميذ لتمدرس هادئ ومستقر تبقى شاقة ومستحيلة، ما لم يتم حل مختلف الأزمات والعوائق التي تزعزع استقرار قطاع التربية.
في خضم قيام مصالح بابا أحمد بإصلاح إصلاحات “بن بوزيد”، كيف تقيمون العملية؟
الاصلاحات نجحت في أغلبيتها إلا أنها فشلت في بعض المحاور الهامة والتي لا تزال تشكل بؤر التوتر في قطاع التربية الوطنية، حيث لا بد من إعادة النظر فيها على غرار تخفيف الحجم الساعي وكذا تخفيض البرامج الثقيلة والطويلة جدا، حيث لا يمكن للأساتذة إتمامها في الوقت المحدد لها وفقا لمناهج التعليم والتدرج السنوي المقرر لتوزيع المواد وكذا عناوين الدروس المقررة من طرف الوزارة الوصية. أما فيما يخص المنشآت التربوية فهي ناقصة وكذا الكتب المدرسية المليئة بالأخطاء، بالإضافة الى انعدام الوسائل المتطورة في الاعلام الآلي والتجهيزات الخاصة بالمخابر في بعض المؤسسات التعليمية وعدم الاستفادة منها في مؤسسات أخرى رغم صرف أموال باهظة لأجل ذلك.
هل تتهمون المؤسسات التعليمية بالاستحواذ على أموال الإعلام الآلي؟
أقول إنّ المؤسسات التعليمية تفتقد لمتابعة ميدانية وأخذ القرارات الردعية ضد مرتكبي مثل هذه التصرفات، هذا بالإضافة الى انعدام المكونين وكذا تكوين المكونين، حيث تم تقديم معاهد التكوين التابعة لوزارة التربية كهبات الى قطاعات أخرى أكثر حيوية على غرار وزارة الدفاع .
ماذا عن الندوات الجهوية وكذا الندوة الوطنية التي أعلنها بابا أحمد؟
شاركت في كل المواعيد رفقة وفد هام ضمّ أولياء التلاميذ من 48 ولاية، وتطرقت لملفات لم تر النور إلى يومنا وقد بلغت الوزير انشغالات المعنيين، كما عقدنا اجتماعا في الخامس جانفي الفارط وكنا مقتنعين بآراء الوزير الجديد الذي يريد السماع لكل الفاعلين والشركاء الاجتماعيين لبناء استراتيجية جديدة.
رغم أنكم شاركتم في ندوات سابقة فما الجديد الآن؟
المشاكل التي تعانيها المنظومة التربوية حقيقية وتزداد حدتها في الجنوب والمناطق الداخلية، والتطبيق أيضا يختلف تبعا لعدم تكريس فعلي لتعليمات الإدارة المركزية في الميدان، فالدولة منحتنا الكثير من الصلاحيات على غرار الاقتراح وتقديم البدائل الا أنه في الكثير من الأحيان لا نجد الآذان الصاغية.
ماهي رسالتكم لأولياء التلاميذ؟
كشف الوزير عن خارطة طريق سيتم تنفيذها في المرحلة القادمة، لكننا ننتقد تغييبنا رفقة النقابات المستقلة من استشارة اللجنة المختصة، ومن جهة ثانية فإن الثغرة الثانية تتمثل في ضرورة إشراك الأساتذة في العمليات والمقاربة بالكفاءات لم تطبق في الميدان وينعدم التحكم فيها، حيث تعتبر طريقة مستوردة من كندا وجرى تطبيقها في تونس، والآن عندما حطت رحالها ببلادنا لم يفهمها لا الأساتذة ولا المكونين في حد ذاتهم ممّا صعّب مهمة التطبيق الفعلي للإصلاحات المعلنة.
هناك ولايات تفتقر إلى جمعيات لأولياء التلاميذ، لم هذا الفراغ؟
رفعت هذه النقطة في الهامس جانفي الماضي مما أدى بالوزير في اليوم الموالي إلى اصدار تعليمة صارمة موجهة إلى مدراء التربية قضت آنذاك بضرورة فتح الأبواب أمام تأسيس جمعيات أولياء التلاميذ فمن بين 25 ألف مؤسسة تعليمية نتواجد في 23 ألف من المؤسسات التعليمية والفارق في العدد سببه غلق الأبواب من طرف بعض مدراء التربية الذين يظنون أننا أعداءهم وأننا نراقبهم وما إلى ذلك.
ما رد فعلكم من حركة التنقلات التي طالت الادارة المركزية للوصاية؟
الوزير أدرى بما يفعل ونحن شركاء اجتماعيين نسعى الى ازدهار الظروف التي يتمدرس فيها التلاميذ وقدمنا بخصوص الاصلاحات دراسة معمقة تتضمن حلولا ناجعة، وهي نقاط رفعناها إلى الوزير السابق أبو بكر بن بوزيد، لكنها لم ترى النور إلى يومنا هذا.
أنوه هنا بدور المفتشين الذين ينقلون الحقائق من الميدان الى الوزارة وهم الأجدر بإنهاء المشاكل الحقيقية التي يعاني منها الأساتذة والتلاميذ والمدراء على حد سواء.
كلمة أخيرة؟
لا بد من التشاور مع كل الشركاء الاجتماعيين ونحن متفائلون بالنتائج والمردودية التي ستعود بالفائدة على أبنائنا المتمدرسين.
0 التعليقات:
إرسال تعليق