وقل رب زدني علما

وقل رب زدني علما
الخميس، 7 مارس 2013

الربيع العربي وصناعة التغيير

الربيع العربي وصناعة التغيير
الكاتب الأستاذ بن الدين بخولة..جامعة وهران الجزائر
الخميس, 07 مارس 2013 22:17
شهدت المنطقة العربية منعطف سـياسي خطـير بات يعـرف بالربيع العـربيومفهوم التغيير السياسي يتسم بنوع من الشمولية والاتساع، ولفظ التغير السياسي لغة يشير إلى التحول، أو النقل من مكان إلى آخر ومن حالة إلى أخرى، ويقصد به أيضاً مجمل التحولات التي تتعرض لها البني السياسية في مجتمع ما بحيث يعاد توزيع السلطة والنفوذ داخل الدولة نفسها أو عدة دول . كما يقصد به أيضاً الانتقال من وضع لاديموقراطي استبدادي إلى وضع ديموقراطي . التغيير لغة في المعجم الوسيط هو "جعل الشيء على غير ما كان عليه"، واصطلاحاً يعرف في العلوم الاجتماعية على أنه "التحول الملحوظ – في المظهر أو المضمون – إلى الأفضل"، كما يعرف في الإطار الإداري على كونه "عملية تحليل الماضي لاستنباط التصرفات الحالية المطلوبة للمستقبل"، وعلى كونه "تحول من نقطة التوازن الحالية إلى نقطة التوازن المستهدفة"(1)
ويعرف التغيير بأنه "انتقال المجتمع بإرادته من حالة اجتماعية محددة إلى حالة أخرى أكثر تطوراً(2)
ويشيرمفهوم التغيير السياسي إلى مجمل التحولات التي تتعرض لها البنى السياسية في مجتمع ما بحيث يعاد توزيع السلطة والنفوذ داخل الدولة نفسها أو دول عدة ، كما يقصد به الانتقال من وضع غير ديموقراطي استبدادي إلى وضع ديموقراطي(1)
ويتسم مفهوم التغيير السياسي بنوع من الشمولية والاتساع ، ويشير لفظ التغيرالسياسي لغة إلى التحول، أوالنقل من مكان إلى آخرومن حالة إلى أخرى. التغير السياسي السلمي قد يطلق عليه مصطلح (إصلاح) ويمكن اعتباره مرادفا للتغييرالدستوري في القيادة أولإعادة بناء التأثيرالسياسي داخل الم
فالتغييرالذي انطلقت مسيرته في البلدان العربية هو تغيير جذري في مسار عجلة التاريخ ولا يوجد من يستطيع وقف عجلة التاريخ. ولانطلاقة التغيير وثبات مساره أسباب عديدة للغاية، ولكن السبب الجوهري هوالقوة الشعبية الكبرى الكامنة فيه، والمرافقة لمراحله المتتالية حتى يبلغ غايته
قبل أن تبدأ الثورات والانتفاضات في دول عربية عدة، كانت الأحداث الجسام التي مرت بها منطقتنا على مدار السنوات الأخيرة قد عودتنا أن الرأي العام العربي يقتصر دوره على أن يكون مجرد رد فعل على وقوع تلك الأحدث، وليس جزءاً من صناعتها، أورقماً في المحاولات الرامية إلى الحيلولة دون قيامها، إذا كان فيها ما يضربمصلحة أي طرف عربي، أو بمصالح العرب أجمعين.
ويأتي التغيير السياسي استجابة لعدة عوامل :(2)
1. الرأي العام أومطالب الأفراد من النظام السياسي ، هذه المطالبة تتحول في كثير من الأحيان إلى مخرجات إذا لم يتم تبنيها من الأحزاب وجمعيات المصالح والضغط .
2. تغيير في نفوذ وقوة بعض الحركات والأحزاب بما يعنيه تحول الأهداف الحزبية أو الخاصة من إطار الحزب إلى إطار الدولة .
3. تداول السلطات في الحالات الديموقراطية أوإعادة توزيع الأدوار في حالات أخرى كالنقابات .
4.ضغوط ومطالبة خارجية من قبل دول أو منظمات وتكون هذه الضغوط بعدة أشكال سياسية واقتصادية وعسكرية .
5.تحولات خارجية في الوسط الإقليمي أوفي طبيعة التوازنات الدولية قد تؤثرفي إعادة صياغة السياسات الداخلية والخارجية في إطار التعامل مع المدخلات الجديدة في السياسة الدولية .
العوامل الداخلية والخارجية لقيام ثورات الربيع العربي :
أطلق مصطلح الربيع العربي على الثورات العربية التي مثلت حركات احتجاجية سلمية ضخمة انطلقت في كُلِّ البلدان العربيةخلال أوخر عام 2010 ومطلع 2011، متأثرة بالثورة التونسيةالتي اندلعت جراء إحراق محمد البوعزيزينفسه ، والتي اطيحت بحكم زين العابدين بن علي في تونس ومحمد حسني مبارك في مصر والعقيد معمر القذافي في ليبيا. وكذلك تنازل الرئيس اليمني علي عبدلله صالح عن صلاحياته لنائبه بموجب المبادرة الخليجية هي تندرج ايضاً في هذا الإطار، وكان من أسبابها الأساسية انتشارالفساد والركودالاقتصاديّ وسوء الأحوال المَعيشية، إضافة إلى التضييق السياسيّ والأمنيوعدم نزاهة الانتخابات في معظم البلاد العربية.(1)
أولاً -الأسباب الداخلية:ولها دور مفصل وحاسم في تفجير الأحداث وإندلاع الثورات ، وهي عديدة منها أسباب اجتماعية واقتصادية وسياسية وتعليمية وثقافية .
(1) الأسباب الاجتماعية والاقتصادية : حيث يعيش معظم سكان منطقة الشرق الأوسط في ظل نظام إجتماعي متخلف يعتمد على علاقات القرابة و نواتها الأساسية هي القبيلة والذي يتحرك بدافع العرف و العادات و التقاليد القديمة، و للخرافات الدينية ايضاً دور محوري في تأصيل هذا النظام المتخلف .
وهنالك عاملين وراء تخلف الدول العربية من النواحي الاقتصادية والاجتماعية هما :
- الاقتصاد: حيث تعاني معظم دول الشرق الأوسط من التخلف الاقتصادي خاصة الدول العربية ، فهي غالباً ما تعتمد على واردات النفط أو السياحة والمعونات الخارجية في حين تغيب التنمية الحقيقية بسبب صعوبات تتمثل في إرتفاع معدل تزايد السكان في الدول العربية ، نقص الكوادر الوطنية ، التفاوت في مستوى التطور الاقتصادي والاجتماعي ، إنخفاض مستوى الإدخار . وفي ظل هذا الوضع المتردي فأن دخل الفرد سيكون متدني .
- التربية والتعليم :حيث وصل عدد سكان العالم العربي عام 2009منحو 335مليون نسمة بينهم 100مليون نسمة من الأميين وتبلغ نسبة الأمية حوالي 30%، وإرتفاع نسبة الأمية يشكل فجوة عميقة تؤثر على تطور المجتمع العربي ، وتترتب عليها نتائج سياسية واجتماعية خطيرة .
كما أن السياسة التعليمية في الشرق الأوسط ماعدا إسرائيل تسير بشكل تقليدي في التلقين وعدم إعطاء الطالب فرصة للتفكير المفتوح ، وهناك عدم الإهتمام بالبحث العلمي في الجامعات مما يعني أن ازمة البحث العلمي في العالم العربي تعني التخلف العربي عن ركب الحضارة والنهضة العلمية ، والملاحظ أن نسبة الإنفاق على البحث العلمي بالنسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي لم تتعد 0.5%في الأقطار العربية كافة لعام 1992، بينما في إسرائيل فأن الإنفاق على البحث العلمي عدا العسكري حوالي9.8مليارات "شيكل" يوازي 2.6%من الناتج القومي(1)

ثانياً – الأسباب الخارجية :
بجانب الأسباب والعوامل الداخلية التي أدت إلى قيام الثورات العربية هنالك عوامل مؤثرة خارج حدود الدول التي قامت بها الثورات ، وهذه العوامل الخارجية لها دور لا يمكن إغفاله بصورة عامة في إحداث التغيير في الشرق الأوسط ، ولكنها لا يظهر لها تأثير فعال في حال الربيع العربي في البلدان العربية
وحول مدى تأثير العوامل والأسباب الخارجية هنالك اتجاهان :
(1) اتجاه يرى أن الثورات العربية والاحتجاجات هي صناعة داخلية خالصة لم يكن فيها أي دور خارجي ، ويذهب أنصار هذا الاتجاه إلى أبعد من ذلك ويعتقدون بأن الغرب وخاصة الولايات المتحدة ليست سعيدة بالثورات العربية وإنما يتم التعامل معها كأمرواقع .
(2) اتجاه يرى دورالعامل الخارجي له قوة مؤثرة في تحريك الشارع العربي وإحداث تغييرات فيه ، ويعتقد أصحاب هذا الاتجاه استنادا إلى وثائق سرية كشفها موقع "ويكليكس" أن الولايات المتحدة دفعت ملايين الدولارات إلى منظمات تدعم الديموقراطية في مصر ، والبعض يرى أن هذه الوثائق والموقع نفسه كان له دور فاعل بما حدث في العالم العربي لأن هذه الوثائق كشفت أمور سرية عديدة حول الحكام وحاشيتهم وعن حجم الفساد الموجود في هذه الدول .
إن فكرة الإصلاح فكرة قديمة قدم الإنسانية ، حيث وجد في كتابات قدماء المفكرين اليونان من أمثال أفلاطون وأرسطو الكثيرمن الأفكارالإصلاحية مثل العدالة والقوانين وتنظيم المجتمع والدولة والاستقرار السياسي والتوزيع العادل للثروة وغيرها، ويمكن القول إن فكرة الإصلاح كانت ومازالت الهدف الأسمى للعديد من الفلاسفة والقادة والحركات السياسية والاجتماعية في مختلف أرجاء العالم ، فضلاً عن كونها موضوعاً رئيسياً في النظريات السياسية للفلاسفة والمفكرين منذ أيام ميكافيلي في العصورالوسطى حتى كارل ماركس في القرن العشرين . أما في العالم العربي فان فكرة الإصلاح بدأت في الدولة العثمانية في المجال العسكري بعد الهزيمة التي تعرضت لها أمام روسيا القيصرية عام 1774 ، ثم امتدت لاحقاً إلى المجالات السياسية والإدارية والاجتماعية .
و الإصلاح هو:( التغيير والتعديل نحو الأفضل لوضع شاذ أو سيء، ولا سيما في ممارسات وسلوكيات مؤسسات فاسدة أو متسلطة أو مجتمعات متخلفة أو إزالة ظلم أو تصحيح خطأ أو تصحيح إعوجاج ) (1).
ومن المؤكد أن بلدان الربيع العربي تسير في اتجاه الإصلاح السياسي بمواقف متنوعة، ولكن هنالك إشكاليات تظل ماثلة في الواقع العربي تتخذ مظهرين :-

إشكالية بناء مشروع الإصلاح والنهضة :حيث تعتبر قوى وتيارات التغيير داخل البلاد العربية القطرية المجزأة الضعيفة لا تملك مشروعا للإصلاح والنهضة يستجيب لحاجيات شعوبنا وأهدافها في التحرر والتنمية والنهضة.

إشكالية وجود قيادة: حيث تظهر الحاجة إلى قيادات وطلائع للإصلاح السياسي والنهضة العمرانية الشاملة، مشكل قيادات ميدانية يظل محورا مهما في سياق الحركية المنشودة، خاصة إذا أثبتنا حاجة الشعوب إلى قيادات سياسية قادرة على التعبئة والتأطيرواقتراح سبل إجرائية وجريئة وتكون قيادات طلائعية تكسب ثقة الجماهير.
والحقيقة إن الاصلاح السياسي يحتاج إلى إرادة والى عمليرافق هذه الإرادة وان تكون هناك توجهات تجري في جووفضاء المجتمع المدنيوالاستقلال بالنسبة إلى الجهات المنوط بها إجراء تحديث وإصلاح وبشكل علميجدي وليس بشكل عاطفي رغبوي يطور هنا ويستثني هناك وهكذا تكون العمليةمبتورة وبالتالي لا يكون هناك أي نتائج مرجوة من هذا الإصلاح .
فمن تجربةالإصلاح السياسي في العالم الأوربي نجد هناك تلازما وتفاعلا بين عالمالسياسة وعالم الاقتصاد والأنساق الثقافية في التركيبة السياسية التي شاختمع عملية تغير حتى لرجالات السلطة وهذا أمر مهم جدا لأنه لكييقتنع المجتمع بجدوى الإصلاح يجب استبعاد الأناس المسؤولين عن آثار الترديوالفساد وهو ظاهرة مستشرية في العالم العربي ومحاسبتهم قانونيا وحلولأناس وخبرات جديدة حديثة ويتولون عملية رسم آفاق جديدة لإصلاح ما فسد أو ماأفسده غيرهم وهكذا تستمر الحياة ويتابع البلد والمجتمع مسيرته نحو الافضل .
من خلال الدراسة عن التغيير السياسي الذي حدث في العالم العربي فيما يعرف بالربيع العربي تم الوصول إلى النتائج الآتية :
أولاً :تعتبرثورات الربيع العربي هي حصيلة لمجموعة من العوامل الداخلية السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، بجانب العوامل الخارجية التي كان لها دورمحدود، وبالتالي شكلت هذه الثورات العربية الداعية للتغييرالسياسي زعزعة لبنية الدولة التسلطية في العالم العربي مما ساعد في سقوط بعض الأنظمة العربية، لذلك كان لثورات الربيع العربي دورفاعل في إحداث التغيير السياسي في المنطقة العربية.
ثانياً :ظهرالمجتمع المدني في دول الربيع العربي باعتباره قوة مركزية في إحداث التغيير السياسي في المنطقة .
ثالثاً : غيرت ثورات الربيع العربي الرؤية السياسية للدول الغربية حول منطقة الشرق الأوسط عموماً ومستقبلها السياسي ، وبالتالي ستفرز هذه الثورات علاقات دولية جديدة مع الغرب تعمل على تغيير شكل التحالفات التي كانت موجودة بالمنطقة .
رابعاً :أفرزت الثورات العربية هيمنة للقوى الإسلامية على السلطة وذلك بعد نتائج الانتخابات التي أعقبت التغيير السياسي للأنظمة العربية التي سقطت ، ما كان له كبيرالأثرفي تنشيط التيارات الإسلامية بمختلف أنواعها مما يعني تنشيط لايديولوجية الإسلام السياسي في المنطقة العربية .
ولا شك أن الثورات العربية قد خلقت ثقافة جديدة في المجتمعات العربية ، مبنية على قدرة الشعوب على النضال ضد الأنظمة الفاسدة التي لا تعبر عنها ، وأن تصنع مصيرها بنفسها، من دون خوف من الأجهزة الأمنية التي قمعتها طيلة العقود الماضية. وأثبتت الشعوب أنها وحدها المعنية بالمشروعالنهضوى العربى، ولا دور للأنظمة الفاسدة في تحقيق هذا المشروع ولهذا لا بد من العمل العربي المشترك على الصعيد الشعبي ضد من يقف أمام المشروع القومي العربي .
كما عزز الربيع العربي، ثقافة نهج المقاومة الشعبية السلمية ضد الأنظمة العربية وأنها قادرة على تحقيق أهدافها على الرغم من جبروت الأنظمة العربية وأدوات القمع الأمنية التي تمتلكها. وتأكدت الجماهير العربية، أن الأنظمة القمعية ، هي التي أدت إلى أن تتحكم بمصيرها وتقيد حريتها. وانفتحت أبواب التغيير العربي على مصراعيه أمام الربيع العربي ، ومهما كان حجم هذا التغيير ، سيكون أفضل بكثير من الظروف التي كانت سائدة . مما جعلنا نقول أن الثقافة السياسية العربية بعد الربيع العربي لم تعد كما كانت من قبل، بدخول مفاهيم ومصطلحات جديدة عليها، كانت الأنظمة السياسية التي سقطت ، تعتبرها من المحرمات التي على المواطن العربي أن لا يستعملها.
و لكن هل يمكن التشكيك اليوم في أن الشعوب العربية قادرة على إحداث التغيير؟ لقد قدمت الثورات العربية نموذجا جديدا في التغيير السياسي الشامل ولا احد يستطيع اليوم التقليل من قدرة الشعوب على التغيير كما في السابق فان الشعوب العربية اليوم لم تعد تأبه لحاكمها وبدأت الثورات تنمو تدريجياً فالثورة الشعبية في اليمن وسوريا والأردن تضغط وبقوة من أجل تغيير النظام السياسي مما أرغم قادة هذه الدول تقديم تنازلات يوم بعد آخر ويرى محللون سياسيون أن سرعة وتيرة التغيير التي تجتاح العالم العربي بفضل الثورات الشعبية الملتهبة والساعية للحرية والديمقراطية قد فاجأت صناع القرار لدى الغرب والولايات المتحدة وإسرائيل .

فقد استطاعت الثورات العربية اليوم صناعة الحدث كما استطاعت صناعة التغيير وتقول كلمتها للعالم اجمع لن نرضى إلا أن نكون في مقدمة الأمم وسيادة العالم ولن نرضى بعد اليوم التبعية للغرب ولن تصمت على الظلم


(1)د. مصطفى الخشاب، المدخل إلى علم الاجتماع، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1992.

(2)أحمد عبد الكريم وهشام مرسي – حرب اللأعنف – النسخة الالكترونية ، أكاديمية التغيير www.Aco.fmبتاريخ 4-7-2007 .

(1)إسماعيل صبري ومحمد محمود ربيع – موسوعة العلوم السياسية – الكويت:جامعة الكويت- 1994 – ص 47 .
(2)بلال محمود محمد الشوبكي – التغيير السياسي من منظور حركات الإسلام السياسي في الضفة الغربية وقطاع غزة"حماس نموذجاً" – بحث لنيل درجة الماجستير في التخطيط والتنمية السياسية ، جامعة النجاح الوطنية بنابلس – 2007 - ص 36 .

(1)موسوعة ويكيبيديا – www.wikipedia.com .

(1)مهدي أبوبكر رحمة – الشرق الأوسط والربيع العربي آفاق ومستقبل – الحوار المتمدن ، العدد 3615 بتاريخ 22يناير 2012 .

(1)د. عبدالله بلقزيز- أسئلة الفكر العربي المعاصر،- الدار البيضاء: مطبعة النجاح الأيوبية- 1998- ص 13 .

0 التعليقات:

إرسال تعليق