وقل رب زدني علما

وقل رب زدني علما
الاثنين، 18 مارس 2013

وفاءً حبيبتي جَمْله .

وفاءً حبيبتي جَمْله .

طارق السكري


كانت لسيف الدولة الحمداني ابنت عم تدعى جَمْله
أحبت المتنبي كثيراً ولم تره ! وفي قصر ( فناخسروا ) الملقب بعضد الدولة ماتت منتحرة .
لذا قال العارفون : أن المتنبي علم بحبها له مؤخراً ، فتأثر وبدا ذلك واضحاً في شعره .

إلى حبيبتي جَمْله !!!
(١)
على حلبِ
وسيفُ الدولةِ العربيِّ منشقٌّ عن العربِ
يحاصرُ ليلَ ( خرْشَنَةٍ )
( ونِقـْفورٌ ) وراءَ السورِ يقرأُ في النجومِ الحظَّ ..
يجمعُ كل قادتِهِ
يقدمُ مجدَهُ الروميَّ في عُلبِ
وسيفُ الدولةِ العربيِّ منشقٌ عن العربِ
يضيقُ بهيئةِ الأممِ
يُلملمُ ماتبقى منهُ
يرمي الشهبَ بالشُهُبِ .
(٢)
على حلبِ
وكلُّ مدينةٍ في القلبِ تنزلُ من ربا حلبِ
ومن بَرَدَى إلى قاسْيُونْ
عاشَ ممزقُ الأحشاءِ قلبُ نبي !
(٣)
حمامُ القدسِ حائرةٌ
وجَمْلةُ آهِ من جَمْله
معذبتي وقاتلتي وشاعرتي
يُراودها ( فَنَاخسْرو) :
- أما ترضين بي زوجاً ؟!
- ولا نمله
- أما ترضين هذا المُلكَ سيدةً على العربِ ؟!
- بناتُ الشمسِ لا ترضى بُوَيْهِيَّاً على نسبِ !
(٤)
دوالي الشامِ حاقدةٌ
وجَمْلةُ آهِ من جَمْله
معذبتي وقاتلتي وشاعرتي
تبيع الخمرَ في الحاناتْ
تغني .. تكتمُ العبرات
تضاجع كل قافلةٍ من النظرات والهمسات والضحكات
أمِنْ ترفٍ يلجُّ الموتُ في طلبي ؟!!
أليس الكونُ محترقٌ على حلبِ ؟!!
(٥)
لماذا أنت ياحلبُ ؟
وكيف يجوزُ من نهبوا ومن سلبوا ومن غصبوا
على عينيك ياحلبُ ؟
إلى باريسَ حيثُ العطرُ مومسةٌ تعلق كل من هربوا
وحيثُ السحرُ مختلطٌ مع الكلمات
والورقات
يأكل مثلما أكلوا
ويشرب مثلما شربوا .
(٦)
متى يدرونَ ..
أن قصائدي نزلت على جَمْله ؟!
متى يدرون أن الشعر والعصفورَ
مخلوقان من جَمْله ؟!
ألا يدرونَ ؟!
أنَّ السيفَ في القِربِ
وأن الخيل في اللجَب
وأن الطعنَ في غضبِ
وأن مواسمَ العنبِ
مناحاتٌ على جَمله
(٧)
إذا نفحتك ساريةٌ تقول بأن عاشقةً أحبت خالقاً يوماً ولم ترهُ
فتلك حبيبتي جَمله !
(٨)
على حلبِ
وكل فوارس العربان منهمكونَ في الشعرِ
فهذا مِلْـعَرُوضيّينَ ينظمُ آخرَ العمرِ
يُحوِّلُ مهرجانَ الزهرِ في يومٍ إلى قفرِ
يطارد نهرنا ( العاصي) ليصلبه على السطرِ !!!

وذاك مُدرَّنٌ بالنحو يسألُ كيف لا يدري
ويلبس عند باب ( الحالِ)
يفسخ عند باب ( الظرفِ)
مشدودٌ إلى القعرِ
يمدُّ يديهِ يقبضني
فيضحكني
وماذنبي إذا ما ضلَّ في الجبِّ
وكنتُ الشمسَ
والأضواءُ تستعصي على العَشْرِ ؟!!

(٩)
على حلبِ
رماني الدهرُ بالارزاء عن كَثَبِ
وقاومَ شوقيَ المحمرُّ في حلبِ
ومزقني الذي أصبو ولم يُصِب
وأرَّقني الذي أهوى ولم يَشِبِ
(١٠)
ولي حلبي
ولم تنجو هي الأخرى
من التنصيب والنَّصَبِ
تُسَافرُ في دمي كالموتِ كالأمطارِ كالحقبِ.

ولي غضبي
أحطُّ به على عصر العَمَالاتِ الحماقات الخياناتِ
وأقحمه شِعابَ النورِ في عصبي.

ولي عنبي
وخيلٌ تحت أروقةِ المنى تمشي بلا ركبِ .



0 التعليقات:

إرسال تعليق