وقل رب زدني علما

وقل رب زدني علما
الاثنين، 13 فبراير 2012

قصة وعبرة


قصة وعبرة

كان يا ما كان فى قديم الزمان . تقول قصتنا : كان فى قرية قريبة من
البحر يعيش فيها فلاح مع زوجته . وقد كان هذا الفلاح قد جاوز خط الفقر بمراحل فى يوم من الأيام قرر الفلاح مع زوجته أن يلجأوا للنصب للحصول على الأموال وكان صاحبنا الفلاح داهية . فقرر الفلاح أن يشترى حماراً
من أحد الأصدقاء مع دفع قيمة الحمار بالأجل . قام الفلاح وحشى فم الحمار
بأموال نقدية ، وقام يتمشى بالحمار بالسوق فأخذ الحمار يتقيأ وكان يُخرِج
النقود من فمه ، فرآه بعض التجار بالسوق فسألوه : ما الذى يجرى لحمارك ؟
فقال بكل هدوء وثقة : إنه كما ترون يُخرِج النقود من فمه ، ولكن فى السابق
كان يُخرِج نقود أكثر بكثير ولكن بعد أن هرِم قلت كمية النقود . فقال أحد التجار : أتبيع الحمار . فقال : إنه مصدر رزقى وسيكلفك الكثير . فقال التاجر
سوف أدفع ما تطلب . فقال الفلاح : ب 1000 دينار ذهب . فوافق التاجر :
ودفع المبلغ وأخذ الحمار . وذهب الفلاح إلى بيته ، فقال لزوجته : لقد بعت الحمار ، ولكن المشكلة أن من اشترى الحمار سوف يكتشف الخدعة ، فما العمل ؟
فقرر الفلاح مع زوجته على عمل خدعة جديدة ، وبالفعل الحمار مات عند التاجر بعد ما اشتراه بيوم واحد . فأخبر التاجر أصدقاءه بالقصة مع صاحب الحمار فقالوا : إنه نصاب ويجب أن ينال جزاءه . فذهبوا إلى بيت الفلاح فخرجت زوجته وقالت : ماذا حدث ؟ فقالوا لها : نريد زوجك فى الحال
فقالت الزوجة : إنه ذهب إلى البلد المجاور ، وإذا كنتم تريدونه بأمر هام فسأستدعيه فى الحال . فقالوا : كيف ؟ قالت لهم : إن عندى كلب وفىّ ، كلما احتجت إلى زوجى بأمر هام فإنه يذهب إلى زوجى ويخبره فيعود زوجى ، فضحك الرجال وقالوا : هذا أمر عجيب فأرينا ما أنتى صانعة . ففكت
الزوجة حبل الكلب وفرَّ الكلب هارباً إلى مكان غير معلوم ، وما هى إلا
دقائق فعاد الزوج مع كلب آخر نفس شكل الكلب السابق . فقال لزوجته
خير يا زوجتى العزيزة . فقالت : هؤلاء القوم يريدونك بأمر هام . فقال
التاجر : نعم أنا أتيتك إليك لأشترى هذا الكلب العجيب . فقال له الفلاح : إن
ثمنه غالى جدا . فقال التاجر : سأدفع لك ما تريد . فقال الفلاح : ثمنه 3000 دينار ذهب . فوافق التاجر بدون تردد . فقالت الزوجة : نحن فى ورطة ، سيكتشف التاجر الخدعة . فقال الزوج : لا عليكِ
ذهب التاجر إلى البيت وهو سعيد بالكلب فأخبر زوجته بأمر الكلب . فقالت زوجة التاجر : فلنجربه . وبالفعل ، حلوا وثاقه فهرب الكلب ، فعلم التاجر
أنه وقع فى عملية نصب كبيرة فغضب غضباً شديداً ، فذهب هو واثنان
معه من أصدقائه إلى الفلاح وطرقوا الباب ففتحت زوجة الفلاح . فقالوا
لها : أين زوجك ؟ فقالت : سيعود فى الحال . وبعد انتظار نصف ساعة
حضر الزوج. فقال لزوجته : ألا تضيفى الرجال ؟ فقالت الزوجة : هؤلاء
ضيوفك ، فقم واعمل الواجب . فغضب الفلاح وأخرج سكيناً من جيبه
وطعن زوجته وأخذت الدماء تسيل منها . فقال الرجال : هل أنت مجنون
تقتل زوجتك لأنها لم تعد الشاى ؟ فقال : هى كذلك كلما أغضبتنى أقتلها
فقالوا : وهل قتلتها من قبل ؟ قال الفلاح : نعم . فضحكوا وقالوا : لا شك
أنك مجنون ، كيف قتلت زوجتك من قبل ؟ فأخرج من جيبه صفارة وأحذ يصفر بها ، فقامت الزوجة وكأنها لم تقتل . فتعجب التاجر وقال له : أريد
أن أشترى الصفارة ، فقال له الفلاح : 10000 دينار ذهب . فوافق التاجر
وذهب هو وأصدقاؤه فقال له صديقهه : أريد أن أجرب هذه الصفارة مع
زوجتى . فأعطاه التاجر الصفارة وبالفعل قتل الرجل زوجته وأخذ يصفر
الليل كله ، ولكن لا حياة لمن تنادى . وفى الصبح قال الرجل لصديقه : ما أخبار الصفارة ؟ فقال الصديق : إنها عجيبة وفعالة ( فقد كان يخشى افتضاح أمره ) فقال الصديق الآخر : سوف أستعملها اليوم . فوافق التاجر وتكررت المأساة . وأخذ التاجر الصفارة وذهب إلى زوجته واختلق معها مشكلة
وقتلها ، وأخذ الصفارة وأخذ يصفر ولكن للأسف انتهى الأمر فغضب التاجر وذهب إلى أصدقائه وأخبرهم بالأمر . فقال له الأصدقاء : ماتت زوجاتنا
والفلاح نصاب كبير ، كلما ذهبنا بأمر خرجنا بأمر آخر . فأخبر التاجر
أهل المدينة بالأمر فقرر أهل المدينة الانتقام منه فذهبوا إلى منزله فخرج الفلاح ومعه خدعة جديدة ، ولكن قبل أن يتكلم قاموا بتقييده ووضعوه فى
خيشة وذهبوا به إلى البحر لكى يرموه فى البحر ، وعند الظهر قرروا أن
يأخذوا قسطاً من الراحة فى ظلال الأشجار القريبة من البحر . فناموا جميعاً وسمع الفلاح أصوات أغنام قريبة منه . فأخذ يصيح : لاأريد أن أتزوج
بنت الملك ، لا أريد أن أتزوج بنت الملك . فدفع الراعى الفضول فاقترب
من الخيشة وفتحها . فقال للفلاح : ما الأمر ؟ فقال له الفلاح : لا أريد أن
أتزوج بنت الملك فلى ابنة عم أحبها ولا أرغب بالزواج إلا بها . فقال : هل
أنت مجنون ؟ هذه بنت الملك . فقال الفلاح : إن كنت أنت تريد ذلك ففك
قيدى وادخل الكيس وأنا سوف أحرس أغنامك إلى أن تعود . ففرح الراعى بالأمر وبالفعل دخل الكيس ، وعند العصر ذهب أهل المدينة بالكيس إلى
البحر وألقوه وأعادوه إلى المدينة . وفى اليوم التالى وجدوا الفلاح ومعه 300 رأس من الغنم فتعجبوا للأمر ، وقالوا له : ما الذى حدث ومن أين لك بهذه الأغنام ؟ فقال لهم : لقد رميتونى فى البحر ولكن كنت قريباً من الشاطىء فأعطتنى حورية البحر هذه الأغنام ، ولكن لو كنتم رميتونى أبعد لكنت
حصلت على أغنام أكثر !!! فقال له أهل المدينة : إذا ذهبنا إلى البحر
فسنحصل على أنعام وأغنام ؟ فقال الفلاح : نعم ، وحاولوا أن تبتعدوا لكى تحصلوا على أغنام أكثر . وبالفعل ذهب كل أهل المدينة إلى البحر
وانتحروا وهم لا يعلمون أنهم وقعوا فى كيد نصاب محترف . أما الفلاح
فهاجر إلى مدينة أخرى وعاش بها حياة سعيدة

         أيمن (إسحاق)    

0 التعليقات:

إرسال تعليق