وقل رب زدني علما

وقل رب زدني علما
الثلاثاء، 7 يناير 2014

من هو الملك ؟

افتراضيمن هو الملك / حكاية للتذكير

 أخوكم في الله
سائد ريان

إخوتي الأفاضل
أخواتي الفضليات

بعد التحية التي تليق بكم

يسرني ويطيب لي أن أذكركم بقصة للعبرة،
كثير منا سمع عنها
و أصغتها لكم بأسلوب أتمنى أن يعجبكم
و يكون طريق خير لإيصال عبرة نسأل الله عليها الأجر

و القصة عن أحد الملوك،
حدثت أحداثها منذ زمن ليس بالبعيد
ولكن ليس مهماً تاريخها بقدر أهمية العبرة منها،
و أطلقت عليها اسماً يناسب إيقاعها

فكان

مَن هو الملك ؟

---\------
البداية -------/---

إنه أحد الملوك الذين لهم آذان لا يسمعون بها
و لهم أعين لا يبصرون بها
وقلوب في صدورهم قد قست
فاصبحت كالحجارة او اشــد قــســـــوة

ذاك ما روى عن ملك جائر
متكبر سيئ الطباع
يأكل وحـده ويمنع رفـده ويضرب عبـده
فقد كان من أشر الناس ..

أحبائي في الله

ساسرد عليكم ما حدث معه في أحد الأيام
إذ قام من نومه فزعاً مغاضباً عكر المزاج أكثر من عادته
ولم يكن بيوم من الأيام رحيماً برعيته ..

جمع فنادى ،
ظالم لنفسه قبل حاشيته
فاجتمعوا له ملبين..

أمر الملك الجمع أن يعدوا له أطيب الطعام
فأعدوا فأكل ..
ثم ان يحضروا له أجمل الثياب ليرتديها
فأحضروا له ثياباً خضراً كأنها السندس .. والاستبرق ...
وما أن مرت سويعات حتى تهندم الملك بأجمل ثيابه ..
ثم عاد ليأمرهم بأن يعرضوا عليه أحسن الجياد في اصطبله ليركبها

فعرض عليه الصافنات

(
و هي الخيول الأصيلة التي تقف على ثلاثة قوائم في منظر بهي )


...

ظل الملك يطوف حولها حتى استحسن أقواها،
فامتطاه بعدما أعدوه و أسرجوه له ..
...
و بصوته الأجش و لسانه البذيء السليط

قال لهم

لا يـتـبـعـنـي مـنـكم أحـد .

...

قصد الملك بجواده آعالي الجبال حول مملكته التي آتاه الله ملكها
ينظر إلى البيوت والرعية من علو
بإزدراء واستكبار واستعلاء كعادته وهو يجول آعالي الجبال،
يسير الهوينة مختالًا في مشيته بأقوى جياده
...
وما هي إلا خطوات حتى رأى رجلاً شيخاً استبانتْ فيه السن ،
يرمقه بعينين سوداوين محدقتين في وجهه،
فتعجب الملك من وجوده وقال في نفسه متسائلاً

كيف وصل هذا الهرم فوق الجبل المرتفع بلا مطية ؟
..
ثم تدبر الملك للحظات في نفسه لأمر وحال ذاك الشيخ
و بعدها وكز جواده ليكمل طريقه في رحلة الإستكبار التي قصدها ..
فاعترض الشيخ طريق الملك مستوقفاً إياه قائلًا له

السلام عليكم
.
.
.

فلم يرد الملِك السلام ..
وما منعه إلا الإستكبار .. الذي تملكه واحتنكه،
حتى أصبح عادته ..
فلم يعد يحترم من دونه .. وبالأخص افراد رعيته . .

كرر الشيخ إلقاء السلام ثانية وثالثة
دون أي رد من الملك ..

و بينما كان الملك ينظر له بنظرة استخفاف و استغراب
خَـلُصَ بعدها نجياً لإهمال الشيخ وإكمال رحلته
. .

فتأتي المفاجأة على عجل

إقترب الشيخ من الجواد كالكهل .. وأخذ بلجامه فثبته في أرضه فتسمر الجواد من فوره ..
وهو أقوى الجياد في اصطبله ..
فدب الرعب في قلب الملك من قوة الشيخ غير المتوقعه على الإطلاق
ومن نظراته المرعبه المحدقه في وجهه . .

فقال للشيخ متسائلًا

بصوتٍ غاضبٍ فيما أَبْدَى .. مرتعداً فيما أَخْفَى ..

مــاذا عــنــدك ؟ - - - ومــاذا تـريــد ؟


فقال له الشيخ

إن لي فـيـك حـاجـة


فقال الَملِكُ - - - و مــا هــي ؟


فقال الشيخ


اُدنُ - - - - فَذَلِكَ سِــر


فحنى الملك رأسه دانياً من الشيخ ليسمعه مرغماً مرتعداً منه وهو يرتجف ،،،، فلم يسبق له أن حنى رأسه لأحد ولا حتى لله



فقال له الشيخ


بصوتٍ ليس كصوت كبار السن !


بل بصوتٍ اشبه بصوت مزمارٍ ..
من مزاميرِ نبي الله داوود عليه السلام ..

--
-
-
-

أنـــا مَـلَـكَ المـــوت

-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-



ارتعد الملك وارتبط لسانه،
وضاقت به سفوح الجبال بما رحبت،
وشُل عن الحركة وعن الكلام ،،،،،،،،،، لا يعلم بما يجيب

وبعد انتظار قليل من مَلَكَ الموت للمَلِك الذي لا يزال يبتلع الصدمة . .

قال الملكُ لمَلَكَ الموت بصوت مرتجف ذليل لم يعرف الخوف والذلة من قبل


لي حاجة - - - هل تمهلني لقضائها ؟


فقال له مَلَكَ الموت بصوت مرتفع

ملأ

صـــــداه

الافــــــــــــــــــاق

-
-
لا


قابضاً روحه ،،،،،، فخر عن جواده كالخشبه

مسود وجهه و هو كظيم
ليس عليه من صفات الملوك غير الثوب الذي ارتداه

...
.....
.........
...............

ثم توجه ملك الموت لمهمة آُخرى،
وكانت لرجل آخر كبير في السن وقور
بينما كان يسعى في قطعة أرض حول بيته الصغير
حامداً الله على ما رزقه فيها من رزق طيب أرضاه به

-
-

أقبل عليه مَلَكَ الموت وهو على حالته تلك

فقال له


السلام عليكم


فقال الرجل الكبير

و عليكم السلام ورحمة الله


فقال مَلَكَ الموت
(
بدون مقدمات )




أنا مَلَكَ الموت



فقال الرجل الكبير


إني انتظرك منذ زمن
اهــــــــلا بـمــــــلـك الـمــــــوت


فقال له مَلَكَ الموت


هل لك حاجة لتقضيها ثم أعود إليك فأقبض روحك ..؟
...




هنا .. لم يفرح الرجل الوقور
وذلك لعلمه بأنهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون
لكن هيئة من قال أنه مَلَكَ الموت لا تبدو كهيئة كاذب


فسأل الرجل مَلَكَ الموت مستفسراً مستعلماً لا مكذباً

وهل لك على ذلك قوة !! ؟؟
(
أي هل تستطيع أن تمهلني ؟ )


فكانت المفاجأة الكبرى

والكرامة والهبة والمنة من الله على عباده الصالحين


قال مَلَكَ الموت للرجل وهو يقسم له

--
-
-
-
-
-

والله كــــذلـك أُمِـــرتْ
-
-
-
-
-
-
-

عندها .. فاضت أعين الرجل الوقور بالدمع

وقال

نعم لي حاجة
هل أمهلتني فأصلي حمداً وشكراً لله ؟

فقال له مَلَكَ الموت

لك ذلك

فتوضأ الرجل وأحسن الوضوء ودخل في الصلاة حتى سجد

فأتاه مَلَكَ الموت و قبض روحه وهو ساجد

لتخرج روحـه الطاهـرة كالقـطـرة مـن فـي الســقـــاء

. . .
. .
.
.
.
.
.
.

تمت
.

---------\ / ----------

لا تنسونا من صالح الدعاء

أخوكم في الله

سائد ريان


0 التعليقات:

إرسال تعليق