الكفاية و مفاهيمها ( 3 )
الكفايات في مجال التربية
وجدنا
في تصفحنا لبعض قواميس التربية ، تفاوتا بينها في إدراجها لمفهوم الكفاية ضمن
موادها ، من حيث الأهمية و من حيث الحيز المخصص لها .
فحسب القاموس
التربوي لفولكيي P . Foulquié - 1971 ، فإن كلمة Compétence مشتقة من اللاتينية
Competens من الفعل Competer أي : الذهاب - aller - Petere و مع Cum
avec بمعنى الملاءمة مع و المرافقة . " إن الكفاية هي القدرة capacité سواء القانونية أو
المهنية المكتسبة ، لإنجاز بعض المهام و الوظائف و القيام ببعض الأعمال " .
و في منجد
التقويم و البحث التربوي ، يقدم ج . دولاندشير G . de Landsheere ، تعريف للكفاية ينطلق
من المفهوم الذي يقدمه تشومسكي و الذي يعتبرها " القدرة لدى الأفراد ، على
إصدار و فهم جمل جديدة " كما سنرى بشيء من التفصيل في العنوان القادم . إن
الكفاية في الاستعمال التشومسكي تعني المعرفة الضمنية و الفطرية Inneé التي يمتلكها جميع
الأفراد عن لغتهم " إن النظام المستبطن (المتثمل) للقواعد المتحكمة في هذه
اللغة ، يجعل الفرد قادرا على فهمها و على إنتاج عدد لا نهائي من الجمل " .
و في قاموس
اللغة الذي أشرف على إنجازه سنة 1979 ، كاستون ميالاري G . Mialaret ، فإن كلمة Compétence مشتقة من اللاتينية
القانونية : Competentia و التي تعني العلاقة
الصحيحة Juste rapport . إن الكفاية هي حصيلة
الإمكانية Aptitude أو الاستعداد . في حين
أن القدرة Capacité أو المهارة Habilité تحيل على تأثير الوسط
بصفة عامة و خاصة التأثيرات المدرسية من خلال إنجازات الفرد .
كما يعرف
القاموس الموسوعي للتربية و التكوين ، الكفاية بأنها الخاصية الإيجابية للفرد و
التي تشهد بقدرته على إنجاز بعض المهام . و يقرر بأن الكفايات شديدة التنوع فهناك
الكفايات العامة Compétence
générales
أو الكفايات القابلة للتحويل Transférables و التي تسهل إنجاز مهام
عديدة و متنوعة . و هناك الكفايات الخاصة أو النوعية Compétences spécifiques و التي لا توظف إلا في
في مهام خاصة جدا و محددة . كما أن هناك كفايات تسهل التعلم و حل المشاكل الجديدة
، في حين تعمل كفايات أخرى على تسهيل العلاقات الاجتماعية و التفاهم بين الأشخاص .
كما أن هناك بعض الكفايات تمس المعارف في حين تخص غيرها معرفة الأداء أو معرفة حسن
السلوك و الكينونة .
هامش : أخذت هذه المعلومات من كتاب للباحث المغربي د . محمد
الدريج ، عنوانه "الكفايات في التعليم ، من أجل تأسيس علمي للمنهاج المندمج
" و الكتاب يتطرق إلى مفهوم الكفايات في شتى المجالات و هو جدير بأن يحفظ في
الخزانة الشخصية لكل مدرس مغربي و عربي .
0 التعليقات:
إرسال تعليق