وقل رب زدني علما

وقل رب زدني علما
الأربعاء، 6 مارس 2013

اصدور كتاب الشيخ أحمد سحنون الأديب المصلح

صدور كتاب الشيخ أحمد سحنون الأديب المصلح
بقلم : عز الدين العقبي

الشيخ أحمد سحنون كان وما زال محط اهتمام الباحثين والدارسين ولكنه لم يحظ -حسب علمي- بكتاب يجمع حياته ويستعرض جوانب شخصيته.. وقد يكون كتاب الأستاذ عبد القادر صيد -الذي صدرمؤخرا- أول لبنة في بناء موسوعة في مستوى الشيخ أحمد سحنون رحمه الله تعالى..
كتاب من تأليف الكاتب والشاعر عبد القادر صيد يتألف من 300 صفحة..
ويتناول حياة شخصية معاصرة من شخصيات الجزائر ومنطقة الزيبان، وهي شخصية لها امتدادات فكرية وأدبية جديرة بالدراسة والاهتمام.. يقول المؤلف: (لذلك كان لزاما علينا أن نحاول –من خلال هذا الكتاب المتواضع- تقديم صورة وافية عن حياته وشخصيته المتعددة الجوانب التي تحتوي على سحنون الشاعر، المصلح، الصحفي، الثائر، والإنسان).. (وقد حاولت في كتابي المتواضع تسليط الضوء على مرحلة شبابه وكهولته، وهي مرحلة الذروة..).. (ولم أشأ أن أمس بعض المراحل التي عايشها الشيخ فيما بعد لسبب بسيط وهو عدم توفر الوثائق اليقينية لدي..)..(الجديد هو قصائد والد الشيخ سحنون وبعض الصور الخاصة بالشيخ وبعض المعلومات الخاصة ببلدة ليشانة).. (ويكفيني من الجديد أن أفرد لشيخ الدعاة كتابا أحتسب أجره عند الله.)..
ولقد تمحورت هذه الدراسة حول ما يلي: لمحة عن بلدة ليشانة/ حياة أحمد سحنون/ سحنون الشاعر/ سحنون المصلح/ سحنون والصحافة/ سحنون والثورة/ سحنون الإنسان/ قالوا عن الشيخ/ من أقوال الشيخ سحنون النثرية/ نماذج من شعره/ أمنيتان للشيخ/ أمنية المؤلف/ المراجع..
في لمحته عن بلدة ليشانة، قام المؤلف بجولة مثيرة حول تاريخ البلدة التي كانت من تأسيس الشيخ سعادة الرحماني، كما كانت موئلا لثورة بوزيان المشهورة بثورة الزعاطشة سنة 1849م والتي شارك فيها أهل الزاب والأوراس..
كما تطرق لحياة الشيخ أحمد سحنون، الذي في هذه البلدة سنة 1907م في أسرة متوسطة الحال، وقد توفيت والدته بعد أشهر من ولادته.
تعلم على أبيه القرآن الكريم، كما تعلم على الشيخ محمد خير الدين في فرفار وعبد الله بن المبروك والشيخ محمد الدراجي بالزاوية العثمانية. ولقد قررت عائلته إرساله إلى الزيتونة ولكن التكاليف الباهضة منعته من ذلك.
كما أنه تعلم ودرس واستفاد من مختلف العلماء والشيوخ والمفكرين الذين كانوا ينشطون في تلك الفترة من عمر الجزائر.
ولقد كان اللقاء الذي جمعه برائد الإصلاح في الجزائر الشيخ عبد الحميد بن باديس بالعصمة سنة 1936م نقطة تحول جذري في حياة أحمد سحنون الشاب بحيث انخرط في سلك الحركة الإصلاحية واندمج في إطار جمعية العلماء المسلمين..
وعند اندلاع ثورة التحرير الكبرى جاهر بدعمها والانخراط فيها مما عرضه للسجن سنة 1956م حتى سنة 1959م، حيث التحق بإخوانه المجاهدين ليحمل السلاح بعد أن حمل القلم مدافعا عن الحرية والقيم الحضارية للشعب الجزائري..
وبعد الاستقلال عين إماما بالمسجد الكبير بالعاصمة وعضوا بالمجلس الإسلامي الأعلى حتى سنة 1968م، ولقد كان مجاهرا بكلمة الحق ومحاربة الظواهر الاجتماعية السلبية، وانضم إلى جمعية القيم سنة 1963م.
وأخيرا استقال من جميع مناصبه واتجه إلى الدعوة والإرشاد في المساجد الحرة بالعاصمة رفقة صاحبه في الإصلاح عبد اللطيف سلطاني..
ولقد عانى الشيخ من المضايقات وآخرها محاولة اغتياله الفاشلة في 1996م أثناء العشرية الدموية في الجزائر.. وكانت وفاته رحمه الله يوم 9 ديسمبر 2003م.
كما تعرض المؤلف لآثار الشيخ المطبوعة والمخطوطة والمفقودة.
والكتاب جدير بالمطالعة، وقد يكفي أن نقتطف من الكتاب هذا المشهد الذي يعبر بصدق عن قوة الشيخ ابن باديس التي ألقاها في روع التلميذ سحنون فكأنه نقل إليه قوته وملأه بعبقريته وشحنه بعزمه..
قال الشيخ سحنون: كان أول لقاء عرفت فيه مؤسس النهضة بنادي الترقي بواسطو الشيخ فرحات بن الدراجي رحمه الله، فسألني: ماذا طالعت؟ فارتبكت لأني إلى ذلك العهد لم أكن طالعت شيئا ذا بال، وأخذت أسرد له طائفة من الروايات والأقاصيص، وكتب الأدب الحديثة، فنظر إلي نظرة عاتبة غاضبة. وقال: هلا قرأت الكامل للمبرد بشرح المرصفي؟ واسترسل كالنهر في سرد الكتب الخالدة، فكانت هذه الكلمة أنفع ما سمعته من كلام في حياتي كلها)..
كما يجدر أن ننقل إحدى أمنيات الشيخ سحنون: (وأنا أتمنى لو أن أمثال الشيخ محمد الغزالي بالمئات يجوبون العالم الإسلامي دعاة إلى الله) يقول المؤلف: وقد أثرت هذه الكلمة في الشيخ الغزالي وأجهش بالبكاء.
وهذه بعض الملاحظات التي رأيناها جديرة بالذكر، وإعمالها إخلال بالأمانة:
أولا- أن هذا الكتاب يعتبر جزءا أولا يتناول حياة الشيخ بمختلف جوانبها، وهو في عمومه يتناول حياة الشيخ أثناء فترة الاستدمار الفرنسي.. ونأمل أن يقيض الله تعالى للشيخ من يكتب عن حياته وكفاحه أثناء فترة الاستقلال..
ثانيا- أن الشيخ كان وما زال محل اهتمام من الباحثين والدارسين في حياته وبعد مماته وقد ألفت حوله وحول شعره عدة دراسات ورسائل تخرج، وأنه لم يهمل إطلاقا.

0 التعليقات:

إرسال تعليق