مدخــل
مهنة
التعليم لا تساويها مهنة في الفضل والرفعة ، ووظيفة المعلم من أشرف الوظائف
وأعلاها . وكلما كانت المادة العلمية أشرف وأنفع ، ارتفع صاحبها شرفاً ورفعة ً ،
وأشرف العلوم على الإطلاق العلوم الشرعية ، ثم العلوم الأخرى كل بحسبه . والمعلم
إذا أخلص عمله لله ، ونى بتعليمه نفع الناس ، وتعليمهم الخير ، لقول النبي r في الحديث الصحيح : " إنما الأعمال بالنيات " .
ولعل حديث أبي أمامة رضي الله عنه يبين لنا فضل تعليم الخير . يقول : قال رسول
الله r :
" إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في
البحر ليصلون على معلم الناس الخير "[1] .
ومهمة
المعلم لا تقتصر على طرح المادة العلمية على طلابه فقط ، بل هي مهمة عسيرة وشاقة –
وهي يسيرة على من يسرها لله عليه – فهي تتطلب من المعلم صبراً ، وأمانة ، ونصحاً ،
ورعاية لمن تحته ، ولو عددنا ما الذي ينبغي توفره في المعلم لطال بنا المقام[2] . وقبل أن ندخل في فصول هذا الكتاب أحب أن أنوه إلى مسألة توضح
مقصود هذا الكتاب ، وهو أنني جعلت من أفعال النبي r وأقواله
، مستنداً لي في استنباط صفات المعلم ، وطرق التدريس المختلفة ، وذلك لأن لنا في
رسول الله r أسوة حسنة ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )[3] ، ولأنه - r -
المعلم الأول الذي علم وربى صحابته فكانوا خير طلاب لخير معلم .
(
كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلوا عليكم إياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة
ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون )[4] .
ولعلك
بعد تطالع كتابنا هذا يتبن لك أن ما ادعاه منظروا التربية والتعليم من إحداث طرق
وأساليب متنوعة ، في التربية والتعليم ليس بمستقيم لهم ولا مسلم به على كل حال ،
بل إن المعلم الأول r سبقهم
بذلك بأربعة عشر قرناً . والله الموفق .
0 التعليقات:
إرسال تعليق