الفتاوى
سئل الشيخ عن أنواع الشرك ؟
فأجاب بقول : سبق في غير هذا الموضع أن التوحيد يتضمن إثباتا ونفيا
، وأن
الاقتصار فيه على النفي تعطيل ، والاقتصار فيه على الإثبات لا يمنع
المشاركة ، فلهذا لا بد في التوحيد من النفي والإثبات ، فمن لم
يثبت حق
الله –
عز وجل –
على هذا الوجه فقد أشرك .
والشرك نوعان : شرك أكبر مخرج عن الملة . وشرك دون ذلك .
النوع الأول : الشرك الأكبر : وهو كل شرك أطلقه الشارع ، وهو يتضمن
خروج
الإنسان عن دينه مثل أن يصرف شيئا من أنواع العبادة لله - عز وجل
–
لغير الله ، كأن يصلي لغير الله ، أو يصوم لغير الله ، أو يذبح
لغير الله ،
وكذلك من الشرك الأكبر أن يدعو غير الله
–
عز وجل –
مثل أن يدعو صاحب قبر ، أو يدعو غائبا ليغيثه من أمر لا يقدر عليه
إلا الله
- عز وجل –
وأنواع الشرك معلومة في ما كتبه أهل العلم .
النوع الثاني : الشرك الأصغر وهو كل عمل قولي ، أو فعلي أطلق عليه
الشرع
وصف الشرك ، ولكنه لا يخرج من الملة مثل الحلف بغير الله فإن النبي
- صلى
الله عليه وسلم –
قال : (( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك )) فالحلف بغير الله
الذي لا
يعتقد أن لغير الله –
تعالى –
من العظمة ما يماثل عظمة الله ، فهو مشرك شركا أصغر ، سواء كان هذا
المحلوف
به معظما من البشر أم غير معظم ، فلا يجوز الحلف بالنبي
–
صلى الله عليه وسلم - ، ولا برئيس ، ولا وزير ، ولا يجوز الحلف
بالكعبة ،
ولا بجبريل ، وميكائيل ، لأن هذا شرك ، لكنه شرك أصغر لا يخرج من
الملة .
ومن أنواع الشرك الأصغر : - الرياء مثل أن يقوم الإنسان يصلي لله
–
عز وجل –
ولكنه يزين صلاته لأنه يعلم أن أحدا من الناس ينظر إليه فيزين
صلاته من أجل
مراءاة الناس ، فهذا مشرك شرك أصغر ، لأنه فعل العبادة لله لكن
أدخل عليها
هذا التزيين مراءاة للخلق ، وكذلك لو أنفق ماله في شيء يتقرب به
إلى الله
لكنه أراد أن يمدحه الناس بذلك ، فإنه مشرك شركا أصغر ، وأنواع
الشرك
الأصغر كثيرة معلومة في كتب أهل العلم .
|
سؤال:
الجواب :
إذا
فاتت سنة الفجر فالمسلم مخير وهكذا
المسلمة إن شاء صلاها بعد الصلاة وإن شاء صلاها بعد ارتفاع الشمس
وهو أفضل
وكل هذا ورد عن النبي ، فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم بأنه رأى
من يصلي
بعد صلاة الفجر فأنكر عليه فقال يا رسول الله إنها سنة الفجر فسكت
عنه صلى
الله عليه وسلم .
وجاء
عنه صلى الله عليه وسلم الأمر بقضائها
بعد ارتفاع الشمس وكل هذا بحمد الله
جائز .
|
سؤال : -
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه .. وبعد :
الجواب :
دبر الصلاة يطلق على آخرها قبل السلام ويطلق على ما بعد السلام
مباشرة وقد
جاءت الأحاديث الصحيحة بذلك وأكثرها يدل على أن المراد آخرها قبل
السلام
فيما يتعلق بالدعاء كحديث ابن مسعود - رضي الله عنه - لما علمه
الرسول -
صلى الله عليه وسلم - التشهد ثم قال:
ومن
ذلك حديث معاذ أن النبي - صلى الله عليه
وسلم - قال له:
أما
الأذكار الواردة في ذلك فقد دلت
الأحاديث الصحيحة على أنها تقال في دبر الصلاة بعد السلام ومن ذلك
أن يقول
حين يسلم: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله. اللهم أنت
السلام
ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام. سواء كان إماما أو
مأموما أو
منفردا ثم ينصرف الإمام بعد ذلك إلى المأمومين ويعطيهم وجهه ويقول
الإمام
والمأموم والمنفرد بعد هذا الذكر والاستغفار لا إله إلا الله وحده
لا شريك
له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء
قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله. لا
إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء
الحسن لا
إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره
الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت،
ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد.
ويستحب
أن يقول المسلم والمسلمة هذا الذكر
بعد كل صلاة من الصلوات الخمس ثم يسبح الله ويحمده ويكبره ثلاثا
وثلاثين
مرة ثم يقول تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك
له، له الملك وله
الحمد وهو على شيء قدير.
وهذا
كله قد ثبتت به الأحاديث عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - ويستحب أن يقرأ بعد ذلك آية الكرسي مرة
واحدة سرا
ويقرأ
|
الواجب على المسلم أن يمسك عن المفطرات من الأكل والشرب وغيرهما إذا تبيّن له طلوع الفجر وكان الصوم فريضة كرمضان وكصوم النذر والكفارات لقول الله سبحانه وتعالى : { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتمّوا الصيام إلى الليل}.س فإذا سمع الأذان وعلم أنه يؤذن على الفجر وجب عليه الإمساك فإن كان المؤذن يؤذن قبل طلوع الفجر، لم يجب عليه الإمساك وجاز له الأكل والشرب حتى يتبين له الفجر. فإن كان لا يعلم حال المؤذن هل أذن قبل الفجر أو بعد الفجر فإن الأولى والأحوط أن يمسك إذا سمع الأذان، ولا يضره لو شرب أو أكل شيئا حين الأذان لأنه لم يعلم بطلوع الفجر. ومعلوم أن من كان داخل المدن التي فيها أنوار كهربائية لا يستطيع أن يعلم طلوع الفجر بعينه وقت طلوعه، ولكن عليه أن يحتاط بالعمل بالأذان والتقويمات التي تحدد وقت طلوع الفجر عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم : " دع ما يريبك إلى مالا يريبك ". وقوله صلى الله عليه وسلم : " من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه" والله ولي التوفيق. |
ا حكم تكلم الإنسان في الصلاة
نسياناً
؟
الفتوى : إذا تكلم المسلم في الصلاة ناسيا أو جاهلا لم تبطل
صلاته
بذلك فرضا كانت أم نفلا لقول الله - سبحانه-:
وفي
صحيح مسلم عن معاوية بن الحكم السلمي -
رضي الله عنه - أنه شمت عاطسا في الصلاة جهلا بالحكم الشرعي فأنكر
عليه من
حوله ذلك بالإشارة فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فلم
يأمره
بالإعادة والناسي مثل الجاهل وأولى، ولأن النبي - صلى الله عليه
وسلم -
تكلم في الصلاة ناسيا فلم يعدها، عليه الصلاة
والسلام، بل كملها كما في
الصحيحين من حديث أبي هريرة في قصة ذي اليدين وكما في صحيح مسلم من
حديث
ابن مسعود وعمران بن حصين - رضي الله عنهما.
أما
والله
ولي التوفيق.
|
سئل الشيخ :
ما حكـم صيـام مـن لا يصلي إلا في رمضـان
بل ربما
صام ولم يصل
؟
فأجاب بقوله : كل من حُكِمَ بكفره بطلت أعماله قال تعالى :
وذهب
جمع من أهل العلم إلى أنه لا يكفر كفرا
أكبر إذا كان مقرا بالوجوب ولكنه يكون كافرا كفرا أصغر ويكون عمله
هذا أقبح
وأشنع من عمل الزاني والسارق ونحو ذلك ، ومع هذا يصح صيامه ، وحجه
عندهم
إذا أداها على وجه شرعي ولكن تكون جريمته عدم المحافظة على الصلاة
وهو على
خطر عظيم من وقوعه في الشرك الأكبر عند جمع من أهل العلم ، وحكى
بعضهم قول
الأكثرين أنه لا يكفر الكفر الأكبر إن تركها تكاسلا وتهاونا وإنما
يكون
بذلك قد أتى كفرا أصغر ، وجريمة عظيمة ، ومنكرا شنيعا أعظم من
الزنا
والسرقة والعقوق وأعظم من شرب الخمر نسأل الله السلامة ولكن الصواب
والصحيح
من قولي العلماء أنه يكفر كفرا أكبر نسأل الله العافية ، لما تقدم
من
الأدلة الشرعية فمن صام وهو لم يصل فلا صيام له ولا حج له .
|
حكم تعليق الصور في
المنازل وغيرها
|
سؤال : ما حكم تعليق الصور في المنازل وغيرها ؟
الجواب : حكم ذلك التحريم إذا كانت الصور من ذوات الأرواح من بني
آدم أو
غيرهم لقول النبي –
صلى الله عليه وسلم –
لعلي –
رضي الله عنه –
: (( لا تدع صورة إلا طمستها ولا قبرا مشرفا إلا سويته )) . رواه
مسلم في
صحيحه . ولما ثبت عن عائشة –
رضي الله عنها –
أنها قالت : (( علقت على سهوة لها سترا فيه تصاوير ، فلما رآه
النبي
–
صلى الله عليه وسلم –
هتكه وتغير وجهه وقال : (( يا عائشة إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم
القيامة
، ويقال أحيوا ما خلقتم )) . أخرجه مسلم وغيره . لكن إذا كانت
الصورة في
بساط يمتهن أو وسادة يرتفق بها فلا حرج في ذلك لما ثبت عن النبي-
صلى الله
عليه وسلم –
: (( أنه كان على موعد من جبرائيل ، فلما جاء جبرائيل امتنع من
دخول البيت
، فسأله النبي –
صلى الله عليه وسلم –
فقال : إن في البيت تمثالا ، وسترا فيه تصاوير ، وكلبا ، فمر برأس
التمثال
أن يقطع ، وبالستر أن يتخذ منه وسادتان منتبذتان توطآن ، ومر
بالكلب أن
يخرج ، ففعل ذلك –
صلى الله عليه وسلم –
فدخل جبرائيل –
عليه السلام - )) . أخرجه النسائي ، وغيره بسند جيد . وفي الحديث
المذكور
أن الكلب كان جروا للحسن أو الحسين تحت نضد في البيت ، وقد صح عن
النبي
–
صلى الله عليه وسلم –
أنه قال : (( لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة ولا كلب )) . متفق
عليه .
وقصة جبرائيل هذه تدل على أن الصورة في البساط ونحوه لا تمنع من
دخول
الملائكة ، ومثل ذلك ما ثبت في الصحيح عن عائشة
–
رضي الله عنه –
أنها اتخذت من الستر المذكور وسادة يرتفق بها النبي
–
صلى الله عليه وسلم - .
|
سؤال :
ما رأي سماحتكم في رجل يقرأ
القرآن الكريم وهو لا يحسن القراءة بسبب أنه لم
يحصل على قسط وافر من التعليم ، وهو في قراءته يلحن لحنا جليا بحيث
يتغير
مع قراءته المعنى ويحتج بحديث عائشة رضي الله عنها :
|
وسئل فضيلته : هل العين تصيب الإنسان ؟ وكيف تعالج
؟وهل التحرز منها ينافي
التوكل ؟
فأجاب بقوله رأينا في العين أنها حق ثابت شرعا وحسا ، وقال الله
–
تعالى - : (( وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم )) . قال ابن
عباس
وغيره في تفسيرها أي يعيونك بأبصارهم ، ويقول النبي
–
صلى الله عليه وسلم - : (( العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقت
العين
وإذا استغسلتم فاغسلوا )) . رواه مسلم . ومن ذلك ما رواه النسائي
وابن ماجه
أن عامر ربيعة مر بسهل بن حنيف وهو يغتسل ، فقال : لم أر كاليوم
ولاجلد
مخبأة فمل لبث أن لبط به فأتي به رسول الله
–
صلى الله عليه وسلم –
فقيل له : أدرك سهلا صريعا فقال : من تتهمون . قالوا : عامر بن
ربيعة .
فقال النبي –
صلى الله عليه وسلم - : (( علام يقتل أحدكم أخاه إذا رأى أحدكم من
أخيه ما
يعجبه فليدع له بالبركة )) . ثم دعا بماء ، فأمر عامرا أن يتوضأ ،
فيغسل
وجهه ، ويديه إلى المرفقين ، وركبتيه ، وداخلة إزاره ، وأمره أن
يصب عليه ،
وفي لفظ يكفأ الإناء من خلفه )) .
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق