الحـ Coma الجديدة
كما يشاع، الحكومة الجديدة ستكون جديدة الأوجه، قديمة التوجه. ولأننا لا نعرف الجديد إلا عبر القديم، حتى إن القديم صار عندنا جديدا، فالجديد سيكون قديما حتما.
نمت لأجد نفسي مدير حديقة حيوانات، لكنها خالية من أي حيوان بعد أن "خلاها ودراها" من سبقوني، وأكملت أنا الباقي بعدما بعت آخر قرد ونسر وغزال وفيل، وأكملت بفلوسها بناء "فيلتي"! الرئيس، في زيارته الأولى، قال لي: سأحول لك حيوانات مزرعتي الخاصة تبرعا مني بها للدولة: مجموعة دجاج وديوك وقطط و3 كلاب وحمار وبغل وبقرة و3 نعاج ومعزاة، اعتن بها، وأدخل عليها بعض الحيوانات المفترسة. (كدت أن أقوله له: نحن من سيفترسها ما تخافش!) لكن لا أحد أعانني. ولما اشتكيت إلى الرئيس، قال لي: "دبر راسك". غير أنه أثناء زيارة "كيري"، طلب هذا الأخير من الرئيس وهو مريض أن يصطحبه إلى حديقة الحيوانات التي أديرها. الرئيس كان يعرف "ما في البير"، ولكنه لم يرفض طلبه، فوافق، واتصل بي بروتوكوله ليقول لي: طر وإلا انزل، بصح يخص الرئيس و"كيري" يحلوا أفواههم ويضحكوا عندما يشاهدون حديقة الحيوانات. لا بد أن تدخلوا حيوانات جديدة معاصرة مثل الديناصور، والماموث وكنغ كونغ.. وراح يملي علي بعض الأنواع المنقرضة. سكتّ ولم أجب. وفي اليوم الموالي، كان "الزو" يعج بالحيوانات (البشرية). "بنترنا" حمارا عند "طوليي" وقلنا لها "كن" "زيبر" فكان! مررنا كلبا عند الكوافير وحولناه إلى "ثعلب". سلخنا عنق ديك رومي وقلنا له: بلا جد أمك أنت من الآن "فوتور". وهكذا فعلنا مع كثير من الحيوانات. بقي القرد. كان "عمي الطاهر" العساس هو المؤهل لهذه المهمة بوجهه وظهره المنحني الذي لا يختلف شكلا عن جد داروين. أعطيته ليوم واحد أجرة شهر ليمثل دور شادي بفرو اصطناعي. وفي ساعتين! كان من الفرحة يمسك بيديه ورجليه قضبان القفص! الرئيس لما مر محمولا على كرسي ثابت من طرف 4 غلاظ شداد (يعصون الله ما أمرهم)، رفقة "لافاش"، وقف أمام قفص الأسد. كيري قال لي ساخرا: أسدكم هذا في إضراب عن الطعام؟ قلت له: أبدا.. لقد أكل حتى قال الحمد لله! بروتوكول الرئيس الذي لم يكن يعرف تدخل ليطلب مني: إدخال الأسد لقفص القرد ليرى بأنه شبعان. أدخلناه، فصرخ عمي الطاهر صرخة "تشيطا" وكاد أن يقول: "أشهد أن..." لولا أن الأسد قال له في أذنيه: ما تخافش.. أنا العربي نتاع الكوزينة!
وأفيق على مناداة زوجتي إلى الكوزينة للعشاء!
0 التعليقات:
إرسال تعليق